" الطريق إلى جهنم مفروش دائما بالنوايا الطيبة "
هذا القول ينطبق كثيرا على أسباب أصحاب الاختلافات و مثيري المشاكل الاجتماعية . إذا نظرنا لغلاء المهور مثلا أو طلب الشهادات الجامعية و العلمية العالية أو " المستوى المادي " و ملحقاته نجد دائما أن العائلة أو أصحاب الشأن المعنيين بهذا الزواج يقولون : ( إنما نريد الأفضل لمصلحتنا ) ، لا أحد يستطيع إنكار حق البحث عن الأفضل و لكن عندما يكون هذا الأفضل " أفضل " حقا . ما نعانيه يا سيد أشرف هو أمر أكبر من المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية أو بالأحرى أحد أهم الأسباب هو التالي : شقلبة المفاهيم . لشقلبة المفاهيم دور جلل في شقلبة العالم و الناس أنفسهم ولا نستطيع أبدا التخلص من المشاكل طالما هناك هذه الشقلبة " واقفة في حلقنا " و تردع كل محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح .
لو لم تتغير مفاهيم الأشياء فيغدو العالم معكوسا لما وجدنا أنفسنا في هذه المعمعة و هذا الضياع . لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون المُشَقْلَب وضعا طبيعيا و إلا لما كان سُمَّيَ " شقلبة " . و كمثال بسيط : لو جلس أحدنا واضعا قدميه على الحائط و مُدَلِيَّا رأسه إلى الأسفل لما احتمل الوضع لأكثر من دقائق معدودة . فالدم كله سيتجمع في الرأس ...الخ . و هذا هو حالنا هذه الأيام .
هذه الشقلبة تحتاج لأكثر من يدٍ و أكثر من وسيلة لتوضيح الحقيقة و إعادة ترتيبها !
تعليق أخير : زواج المسيار أحد المفاهيم المشوهة ، زواج المسيار حلال ليس محرَّم لكن تمت إساءة استخدامه بشكل يثير التقزز . هذا الزواج الغرض منه جعله حلاَّ بديلاً لمن أسميهم " أصحاب الأوضاع الحرجة " أو من قلت فرصهم في الزواج العادي فتتنازل المرأة عن نفقتها كمبادلة للحصانة و اختيار الوسيلة المناسبة لعدم الوقوع في الحرام . و يجدر التنويه - بحسب ما درست - أنه متى ما أرادت المرأة المطالبة بحقها في النفقة فللزوج خيارين : إما أن يرضخ لمطالبها و يصبح الزواج طبيعيا أو ينفصل عنها . لأن اشتراط سقوط النفقة شرط باطل لا تُلْزَم المرأة بالإيفاء به إلا في حال رغبتها هي بذلك و موافقتها عليه ، و الله أعلم . و كل ما أقوله متواجد في كتب الفقه التي تدرس في المرحلة الثانوية و كتب الثقافة الاسلامية بالنسبة للمرحلة الجامعية و ليس تذاكيا من طرفي أو تعديا على الحدود و إفتاءًا مني .
سيد أشرف ، شكرا لمقالاتك الهادفة . 