منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - (( نِثـَـــارُ وَدَع 2 ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2010, 01:47 AM   #1149
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بثينة محمد مشاهدة المشاركة
إن الخسارة في مفهومها الحقيقي ترتبط بالفوز بشكل مغاير لما نعتقده. فكلُّ فوزٍ يتضمَّن الخسارة بشكلٍ ما. و كلُّ خسارة تعلِّقُ على شجرتها فوزا تقيم به أودها حين يحين الأوان. تقييمهما معا يختلف من شخص لآخر. خسارة صديق عزيز على سبيل المثال ستمنح يوما قيمة جوهرية تقطع بالشخص مفترق طرقٍ لم يكن في الحسبان. في مفهوم الإيمان بالقضاء و القدر تتجلى محنة الانتظار و ما يورثه من ذهب حين تُكْتَشَفْ الحكمة المقدَّرة مع التيقن بوجودها و إن لم تظهر يوما. امتلاك الأشياء لَهُوَ فوزٌ و خسارةٌ في حد ذات المعنى. املك درهما تخسر ما بذلته من أجل هذا الامتلاك ، اخسر درهما تملك ما قد يكون غير ذا فائدة أو مهما ! : يعتمد الحساب على اتجاه عينيك.

ينوِّهُ شكسبير بأن لا وجود للون الأبيض أو الأسود إنما هي نظرة الرائي التي تحدد الوجود من عدمه. قيصر روما كان يدفع لمن يمشي خلفه خلال المواكب الاحتفالية و يسمعه كلمات تصغر نفسه في قلبه لئلاَّ يتمكن الغرور منه. الكلمة أيضا كالألوان ، و كالرداء و ما يشابهها في هذا المسار هو المعرفة.! نعرف نحن أن الاسلام الصحيح و السليم هو الاستسلام لله و الانقياد له بالطاعة و توحيده بالعبادة و الألوهية و حبه و حب رسوله وأصحاب رسوله و الاقتداء بهم و عدم انتقادهم بل أخذ أعمالهم على سبيل الاجتهاد منهم . بعد هذه المعرفة نأتي لنشبع أرواحنا و أرواح أبنائنا بما تتوق له من معرفة- حقيقية - بتاريخ قيصر و شكسبير و نابوليون بونابرت بغير تنقيح أو تقييم لما نرتوي به من صرخات : ثقافة ، حضارة ، حرية ، عولمة ، مسلم علماني ...الخ " ناقصة الوعي هذه الصرخات " . كسبنا جدولاً و سددنا البحر . لنتجرَّأ و نتخيل : " خسرنا البحر " .!

نعم ، كل فوز ينجب خسارة و كل خسارة تلد فوزا . خسر أحدهم نفسه ذات مرة و كان أن اكتسب ذاتا جديدة يمارس عليها التأديب بتكنولوجيا لم تتوفر له مع ذاته الأصليَّة . يفكر هذا الأحد كثيرا بـ ( قديمك نديمك لو الجديد أغناك ) و يفتح بوابات الفهم العميق للتجدد و ما يصاحبه من اندفاع . انسلخ عن القديم تظفر بالجديد . تخلَّ عن الجديد ، ليس شرطا أن تملك القديم بل ربما احتويت سرابا. المهارة حقًا أن تقف في المنتصف .!
المقال : لبثينة محمد ..
هذا القلم صاعدٌ من قبل اكتشاف مساره , كنتُ قد نوهت له في أول نصٍ نثريّ قرأته .
لا أعرف كيف أستشعر القمم سريعاً وأنا في مكانٍ متواضعٍ من الأرض ..
بثينة , كلما قرأت لها أشعر أنها دوماً عند حسن ظني الأدبيّ وظن الآخرين , ذوي الذائقة الرفيعة ..
ومن هذا المنطلق , دعوة بحب لاحتواء الأقلام الجديدة ..
ثمة أقلام تحتاج للترحاب الدافئ كي تعطي أكثر مما في مخزونها ..تحتاج للمزيد من الثقة كي يتفجر من أقلامها الماء ..
في سابق عهدي , تمنيت أن أجد من يركز قلمي . ثلّة فَعَلُوها,مازلت ممتنةً لهم, والأغلب مضوا بعيداً عني دون اكتراث ,
الأمر الذي كلفني عناء التعلّم , ومشقة البحث , والصدمات , والسؤال ..السؤال لتقويم أعوجي , وكم من بابٍ أقفل في رغبتي !
أنا هنا دائماً أراقب الجميع عن بعد , وأتحدث في الوقت المناسب ..و في الحاجة المناسبة ..

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..


التعديل الأخير تم بواسطة نهله محمد ; 02-21-2010 الساعة 01:50 AM.

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس