غداً ,
ستصبح لي الشوارع كرّاسة ..
وحدي سأعيد تلوين المدينة ..
بدءاً "بمريولي" ,
وشرائطي ,
وحقيبتي التي أرضيت بها كبيراً وخسئت في سخطي ..
سأعيد تلوين نيّات جيراني ,
ملامحهم الجبلية سأصبغها بالبحر ..
وأجعل من شفاههم شاطئٌ كريم ..
صديقاتي ,
سأجردهنّ من الساعات الثمينة ..
فالباب أمام حماقة الصغار كان لابد أن يوصد ..
لابد أن تنضبط الطاولات الأخرى
حتى لا تنظر لأيديهن وتنشغل عن الغد بالبريق ..
سيارتنا ,
والحي الفاخر ,
القصور المغرورة كلها سأعيدها للون التراب , لهمجية الطين ووفلسفة الجوع ..
لابد أن يتبادل الأحياء دوراً مع الأموات ..
سأخذل الوديان ..
لأنها ستطفح بأحلام من سقطوا فيها ولم ينجدهم جبل ..
حتى الجبال معي من الجيد أن تتمرن على التواضع ,
لئلا أرسم مطرقة كبيرة , وأساويها بالهباء ..
في نيّتي
ألا أكبر ,
أن أبقى حيث عمري ..
أخشى أن يمتد بي الطريق
فافقد قدرتي على رسم نظّارة ..
أو رأس بشكل ميزان ..
أخشى أن أكبر
فاتنكر بالنسيان لأحلامي .. وللإنسان .