منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ أسْرَارٌ مَكْشُوفَةٌ ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2010, 09:42 PM   #3
العطر
( حَنَانَيْكَ يَا أَرْحَمَ اَلْرَحِمِيّنْ )

افتراضي


فِي ذَات الْسَنَة أَقْتَنَيْت الْكَثِيْر مِن الْدَفَاتِر الْجَمِيْلَة كُنْت أُصِر عَلَى الْلَّوْن الْوَرْدِي فِي أَغْلِفَتِها .. أَوْرَاقَهَا .. لَوْن الْأقْلامْ الَّتي أَكْتُب بِها شْيْئا مَا يُحَرِّضُنِي عَلَى وَرْدِيَّة الْكَلِمَات أَيْضا ..! يُقَال عَنِّي سَيِّدَة الْأَسْوَد فَلِهَذَا الْلَّوْن سَحَرَه الْعَجِيْب بِدَاخِلِي بِيَوْم قُلْت سَأَجْعَل مِن غُرْفَتِي سَوْدَاء الْلَّوْن : ) .. الْجُدْرَان .. وَالْأَرْضِيَّة .. وُالاثُاث .. وَسَأَتْرُك عَلَى جَوَانِبِهَا إِضَاءَة بِذَات لَوْن أَبْيَض هَادِيْء فَتَأَمَلْتَنِي إِبْنَة أَخِي الَّتِي تَصْغُرُنِي بِعَامَيْن بِنَظْرَة بُؤْس خَتَمْتُهَا " الْحَمْدُلِلَّه وَالْشُّكْر " لَا عَلَيْنَا .. بِذَات مَرَّة عَبَثَا حَاوَلْت رَسْم إِسْمَك فِي دَفَاتِرِي هَذَا الْشُّعُوْر الْجَدِيْد عَلَي أَشْعَل عَلَى مُحْيَاي إِبَسَامَة غَرِيْبَة فِيْهَا الْكَثِير مِن الْدَّلال الَّذي فَاجَأَنِي .. يُقَال بِأَن إبْتِسَامَات الْحُب تَأْتِي مُتْرَفَة بِالْخَجَل .! هَل تَمَكَّنْت مِن قَلْبِي .. مّمْمّمّم مُطْلَقَا .. ! تَرَكْت لِأُمِّي في هذه الدَفَاتِر الْكَثِيْر مِن الْرَّسَائِل وَقَطَّعْت عَهْدَا أَلَّا تَقْرَأُهَا إِلَا بَعْد عَام مِن سُكْنَاي إِلَيْك .. يُقَال أَن الْسُّنَّة الْأُوْلَى هِي الْطَّرِيْق لِمَا بَعْدَهَا بِمَعْنَى إِذَا تَجَاوُزِهَا أَي قَلْبَيْن فَمَا بَعْدَهَا أَيْسَر تُرَى كَيْف سَيَكُوْن عَامَي الْأَوَّل بِك ؟
وَرَقَة [1] :
" الْيَوْم يَا أُمِّي وَإِبْنَتُك تُلَمْلِم أَطْرَاف عُمْرُهَا الْمُتَبَقِّي لِتَقَضِيّة بَعِيْدَا عَنْك بِقُرْب رَجُل بَارَكَت إِمْسَاكِه بِيَدِي وَأَنْت تُكَفِّكِفِيْن دَمِع الْفَرَح مِن عَيْنَيْك الْجَمِيلَتين وَأَنْت تَقُوْلِيْن لَه : إِعْتَنِي بِإبْنَّتِي جَيِّدَا . وَيَهُز رَأْسَه : وَالْلَّه بِعْيُوُنِي .. سَأَتْرُك لَك دَفَاتِرِي الَّتِي طَالَمَا خَبَأْتُهَا عَنْك عُوْدِي إِلَيْهَا كُلَّمَا أَخَذَك الْحَنِيْن إِلَي .. إِبْحَثَي عَنِّي بِدَاخِلِ أَوْرَاقَهَا ..تَأَمُّلِي مَلَامِحِي بَيْن سُطُوْرِهَا .. أَحِظُنِيْنِي بِدَاخِلِهَا كُلَّمَا شَعَرْت بِأَنِّي أَبْكِي بَيْن يَدَيْه " خُذْنِي لـِ أُمِّي ..!! هَكَذَا بَدَأَتُ الْوَرَقَة الْأُوْلَى دُوْن تْرَتِيب مُسْبَق رَمَيْت هَذِه الْمُقَدِّمَة بِكَامِل ثِقْلَهَا عَلَى كَاهِل الْصَّفْحَة وَتَرَكْت تَوْقِيْعِي بِأَخِرِهِا الْغَرْيِب أَنِّي حِيْن عُدْت لَهَا بَعْد مُدَّة وَجَدْتُنِي قَد حَفَرْت الْحَرْف الْأَوَّل مِن أَسْمَك فِي تَجْوَيفَة الْحَرْف الْأَخِير مِن إِسْمِي هَل كَان الْأَمْر صُدْفَة أَم أَن مَقُوْلَة : الْأَرْوَاح عِنَدَمّا تَتَخَاطَر بِحُب تَتَلَاقَى فِي أَمَاكِن عِدَّة وَكَان تَوْقِيْعِي هُو الْمَكَان الَّذِي إِخْتَرْنَاهـ لِلِقَاء ... رُبَّمَا .. مَا لَا أَفْهَمُه يا أنت لِمَا أَنَا مُنْشَغِلَة بِك ؟! فِي حِيْن أَنِّي مَازلْت أَرْفُض إِنْحِيَاز ذَاكِرَتِي لَك ..!!

 

التوقيع

نَفْس الرصيف ...!!


التعديل الأخير تم بواسطة العطر ; 04-03-2010 الساعة 10:13 PM.

العطر غير متصل   رد مع اقتباس