منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مَوئِدْ 1989 م
الموضوع: مَوئِدْ 1989 م
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2010, 07:32 PM   #7
سميراميس
( Shouq )

افتراضي



- طالما احتدمت " ريما ذات الخمس سنوات " و ثرثرت كثيراً بأقصوصات البجعات الثلاث أو الراعي أو بائعة الكبريت لهانس كريستيان أندرسن الكاتب الخرافي ، و طالما تبادلت معها " البندري " بحماسٍ القصص لتقرأها لها والدتها إذ أنها لم تتعلم القراءة حينها .. كُنت أنا " شوق ذات الخمس سنوات " لا أجدني في تلك الثنايا بيد أنني ألفتها كثيراً لإجترارها من قبل أمي قبل كل نوم .. تساءلت أكثر كيف أتيت وَ كيف تكونت .. و ما الإختلاف بيني و بين أشقائي ..؟ ألطمت مزاج مدرساتي كلهن بهذه الأسئلة ليمطرنني بأسئلة اعتدتها بالمنزل وَ التلفزيون .. و غيره ..و بعد أن كبرت قليلاً و درست إنشطار الخلايا و كيف تتحد الكروموسومات لتقرر ذكراً أو أنثى .. قطفت أولى شذرات الراحة و كُنس رماد الظلام الذي كان يفقأ عيني اليسرى بالذات .. و مع رواية عالم صوفي لجاردر وجدتني لأفقدني بين سطورها و أفقد مُتعة أحاديث صديقاتي ريما و البندري ..
أتعلمين يا صديقة .. الإرادة فينا مخزنّة كطاقة داخلية ، حتى بالرغم من الحتمية التي تأتي بأوضاع مساقة بترتيب حتمي إلاّ أننا لسنا مسيرون و بهذا القدر مِنْ الخنوع للقدر .. نؤمن به وفقاً لعقيدتنا التي جعلت هذا الإيمان بالقدر من شروط الإيمان ، وهم الحرية الذي يقبع في قلوبنا هو جميل حقيقة ..لأنه يأملّنا أننا سنكسر هذه الأطواق الحتمية من حولنا ، و لا أنكر وجود الحتمية بيد أنني ولدت و تكونت بماهية ، و أنتِ ولدّت و تكونتِ بماهية مغايرة و غيرنا الكثيرات ممن ولدن و تكونن بماهيات آخرى في الصين و الولايات المتحدة أو أنتاركتيكا حتى : ) ( يبدو أني شطحت بأنتاركتيكا ههه) .. الحتمية لها درجات و مدراس مختلفة و لعل الأفضل منها ما كان بشحذ الهمم للتغلب علىْ الأوضاع الحتمية ، و لا يمكن أن يفعّل وجودنا في الحياة و لا أن يتميز وجودنا ذاته بالمعنى والقيمة ما لم ندرك أننا أحرار... ولن يبرح الإنسان وضعه الحياتي و المعيشي أو يسعى لتطويره بالعلم أولاً ما لم يشاهد هذه الحرية تفعل في ذاته قبل أي شيء آخر ، وما لم يتخلَّ ايضاً عن مفهوم الحتمية التي تجعل حياته جحيماً لا يطاق واستسلاماً وخضوعاً لا يليق بكيانه. ربما هناك بعض المسلمّات التي تساعد المرء على تبني الحتمية سواءا أكانت الطبيعية التي ورثها الإنسان من الطبيعة أو قد تكون مسلمّات وراثية سببها الإنسان لنفسه في أقداره الماضية و الأهم من ذا و ذاك المسلمات المتعلقة بالنشأة و العقيدة و التعليم و و .. و ربما رواسب الحياة الحالية التي تقعرت في الإنسان بعد خيبة أو نصر أو وضع راهن مستقر فكل تلك المسلمّات تساعده على تبني الحتمية و يجب عليه الانعتاق منها ليحيا في الوعي الكوني و يصنع قراراته بعد أن يكنس رفات القدرية أو الجبرية و ربما يتشبث بالذرائعية أيضاً . ماهيّة هيئتنا و وجوديتنا و حتى اسمائنا المنتقاة و كيف تحددت دون أن يكون لنا أدنى إختيار مِنْ الأسئلة التي ناقشتها صوفي كثيراً في عالم صوفي .. الهنوف وجدتكِ هُنا عقلية هيجلية تصفقين للفلسفة وَ تغضين الطرف كثيراً عن السخرية اللاذعة و التي تتميزين بها كثيراً .. جداً باذخة جداً واقعية جداً كانسة لطيات الجمود و المنقول .. ليحيا المعقول و لنرتدي إجهاد الذهن و إعمال العقل لا غير نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة عوفيتِ و باركك رب موسى و داوود :k نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
.

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس