منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مولاتي الأميرة.
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2010, 03:51 PM   #5
أحمد الفلاسي
( شاعر )

افتراضي


ما أحلاك غاضبةً تصارعين الكلمة الطائرة في الهواء، وبين كل جمرة وأخرى من كلمات قصيدك تعلنين بينك وبين شعيرات الهمس:أحبكَ..
في قصائدك لغة جديدة عصية على مجمل الشعور أياً كان نوعه، يصبغها الشعور الداخلي عندك مهما حاولت بها ستر المخبوء يأبى إلا أن يبدو المخبوء..تلك هي لغة الأديب الذي تكتبه دموعه ولا يدري كيف يتمرد عليها، ويهرب من قلم داخله فينيخه رغم أنفه ..
والناظر إلى الأنثى وهي تصب جم غضبها، وتنفخ به حروفها نفخاً يكاد يكبر في عين قليل الخبرة بفلسفة الأنوثة، وهو غضب صادق لكنه كالضرورة المؤقتة ، أو كالمسكّن للصوت الناجم عن الفطرة الحقيقية المعالج علاج التلبيس لحقيقة ينبغي أن تكبت، وحبذا لو تُخلص منها في القريب العاجل.
ومما يكمل هذه الصورة للأنوثة العاشقة تلك النقلة السريعة التي تقلب النار المشتعلة دفئاً، وتقلب الحريق عذوبة وبرداً ، وذلك حينما تصل العاشقة إلى مبتغاها من قهر سلطان من تهوى بسلطانها الأنثوي الجميل الوديع في حقيقته، وشراسته.
والأنثى هنا لا تكون أرق ما تكون إلا عن طريق أخشن ما تكون، ولا يمكن أن تبدو نصاعة حبها المخلصة فيها لمن تهوى إلا بعد أن تفرغ صدره من كل طمع عن طريق إثارته غضباً وغيظاً، وتعباً، وغيرةً، ثم تصب فيه ذاتها الرقيقة كالماء البارد يصب على القلب الملتهب، وكأنها تقول له : لا إطفاء لنارك إلا بنوري....إنها تصب ذاتها في صدره بعد ذلك لتكون هي ملء ذلك الصدر المسيج بغيرتها، وشراستها، وغضبها ..

 

أحمد الفلاسي غير متصل   رد مع اقتباس