[فاطمة العرجان]

حسناً ..
أنا هنا في محاولةٍ لأكتب لك عنك ..
وأصابعي لا تجيد العزف ,
وقلبي ينقبض بشدة كلما تعثر الحرف وهو في طريقه إليك ..
أريدُ أن أكتب لك شيئاً مختلفاً هذا المساء .. لا يشبه شيئاً مما كتبن ..
وأتمنى أن أكتبك كما لم تكتب امرأة رجلاً قط .......
,
أعلم أن أحاديثي مبتورة كأحلامي ,
ولكنها روحي التي تحاول إيجاد مايمكن أن يصفك كما أحب ..
في هذه اللحظة تماماً أتذكرُّ جيداً أنني أقسمتُ بأني لا أحبك ولا أعشقك
ولا أي من مفردات الحب المستهلكة التي لم يعد بريقها مغرٍ ولا مؤثر ..
تلك التي تمرُّ على أذني بطبيعية وكأنها ضجيج الشارع أو ثرثرة النساء في مجلس والدتي ..
لم تعد تغريني تلك الكلمات ولم أعد أستسيغ لها طعماً في فمي ..
فالصغيرة لم تعد تحلم بلقيا رجلٍ واحد .. وإنما بكل الرجال في عينيّ أحدهم ..!
وتقول بأنني من صرفتك عن سهام الشياطين و محوتَ بي ذاكرتك المتعبة ..
والتي لا يكون نبضك إلا بي ولي ..
وأني سكونك إذا أرهقتك ضوضاؤهم ..
وراحتك إذا نام في صدرك التعب ..
وتقول كلاماً طاهراً كطفلٍ لم يمسه للحياة لهيب ..
كطفلٍ جميل يحمل سُمْرَتي وعينيك ووجنتيّ وشفتيك ..!
يااااااه .. أقادرٌ أنت على تصوره كما أفعل الآن ؟!
إنني أراه بين عيني , أشعر بأنفاسه على نحري ..
أشمُّ فيه رائحة الطفولة وأسير بأصابعي على نعومة جلده .. وأضمه كثيراً وأهمس له بلمسة : أنت انتصاف حلمي ..!
عند هذه الثمرة الطاهرة ينتصف حلمي , بينما يكتمل عندما تنتهي الحياة وذراعك تحيط بي بحنوًّ أعرفه جيداً ..!
رجاءً ..
ليوقفني أحدكم عن هذه الأحلام التي تبدو جميلة لوهلة , وهي مؤلمة جداً عندما أتخيلُ سقوطها على سفح الخيبة ..!
,
أعترفُ ..
بأنك ذنبي الذي لا أتوب عنه .. وسريّ الصغير الذي سكنتْ شفتيّ عن كشفه وعجزت عن ذلك عينيّ ..!
وأعترفُ ..
بأن كل تلك الثرثرة كانت فقط تريد أن تقول لك " عيد ميلاد سعيد " بطريقة مختلفة ..!