منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قصة الفلسفة اليونانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2010, 08:26 PM   #7
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي



الفيثاغوريون أطلق عليهم هذا الاسم نسبة لـ " فيثاغورس " ، و قد اجمعوا في " كروتونا " و انشئوا الجمعية الفيثاغورية التي تعهّدها فيثاغورس بنفسه و لم تكن فلسفية في أول أمرها بل كانت تهتم بالإصلاح الديني بالمقام الأول و النزعة الأخلاقية ، و كان روادها يرتدون رداء أبيض كشعار لهم و قد آثروا في عيشتهم التقشّف و حياة الخشونة لأن الجسد بالنسبة لهم ليس إلاّ سجناً حُبست به الروح ، لذا ينبغي أن يتم كسر أغلاله و تحطيم القيود لكي تخرج هذه الروح حرة طليقة هذا بالوقت نفسه الذي نهوا به عن الإنتحار كإطلاق للروح المحبوسة لأن الإنسان ملك لله فلا يعقل أن تزهق روحه لمجرد أنها مسجونة في جسد ..
هنا وقعت أنا كقارئة لثمة لُبس من قبل المؤلفين إذ أنهم ذكروا في أول الأمر أن الفيثاغورين يتقشفّون بحياتهم ، ثم بعد ذلك ذكروا بأن الإنسان مطالب لكسر الحواجز و الأطواق المتعبة التي تحبس روحه ! و هذا تعارض
و لا يمكن أن تلتم ثنوية الحرية و التقشّف بنظري !

و مما حدا بفيثاغورس لأن ينشئ هذه الجمعية بالمقام الأول كان السبب أخلاقي لتهذيب الناس و تعليمهم كيف أن يثوروا بوجه المستبّد ، فقد عانى فيثاغورس من وطأة حكم " بوليكراتس " حاكم ساموس وطن فيثاغورس الأصلي و كان يسوم أهلها العذاب و ينكّل بهم أشد التنكيل مما حدا بفيثاغورس منذ بداية فكرته هذه أن يسعى لأن يعيد صياغة العقود الاجتماعية المنتشرة حينذاك و ذلك بإعادة عجن عقليات الناس لكي تدرك مالها و ما عليها .. فالسلبية تجاه الحكّام و تسليمهم كل الزمام تصرف لم يقرّه فيثاغورس كما أنه لم يصرّح برغبته للثورة
بل صبغ جمعيته هذه بصبغة أخلاقية دينية في أول الأمر ، و بالرغم من ذلك فقد تمت ملاحقة أتباع هذه الجمعية و التنكيل بأفرادها حتى فرقتهم حكومة كروتونا ثم عادوا و اجتمعوا مجدداً لأن هدفهم أخلاقي اجتماعي بالمقام الأول ، و قد جعلوا التكفير عن خطيئة الدنس و النفس يكون بالإعتكاف على قراءة الكتب و الفلسفة و تمرين العقول بالقراءة و هكذا ألفت العديد من المؤلفات في الفلسفة كون التأليف و الإقبال على العلم و الفكر اعتبر تكفيرا عن الأدران و الدنس ..

الفيثاغوريون هم الذين جعلوا أصل مادة الكون يتعلق بالكم ، لا الكيف ! فقد جعلوا من الأعداد ماهية رئيسية لهذا الأصل .. و هم القائلون بأن الإقبال على الفكر و فلسفته طقس من طقوس التكفير عن الأخطاء لأن الإنسان إذا ما اشتغل في النشاط العقلي و تعشقّها فإنه بالتالي يهمل الجسد و لذائذه و ما قد يجرّه للخطايا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة – لا أدري لِمَ اعتقدوا هكذا بالوقت الذي جاءنا به من بعدهم العلم بتوثيق أن العلم هم المصرّف الحقيقي لرغبات الجسد بموضعها الصحيح و وقتها الصحيح ـ أخيراً مع الفيثاغوريين نلمح أنهم ساهموا مشكورين بنقل المادية اليونية
و حركوها بخطوات واضحة لمحاولة التفكير المجرّد الذي لا يقوم لا على الحس و لا على المادة ..
فبعد أن كانت تساؤلات فلاسفة اليونية عن أصل المادة للكون متعلقة بالمحسوسات من حولهم من ماء أو هواء أو غيره، جاءت الفلسفة الفيثاغورية لتسوق لنا أن أصل الوجود في الكون يتعلق بالأعداد و بالكون لا بالكيف
و غالوا بذلك كثيراً حتى ضروب العدالة و أنماط المجتمع رسموها بالأعداد من ذلك ضربهم للعدل مقياس 2x2=4 أي التوازن لابد منه لتحقيق العدالة و ليأخذ كل شخص حقه .. و قدسوا قاعدة 1+2+3+4 لأنهم بنظرهم الأرقام الأربعة الأولى التي تعطي مجموع الأرقام عشرة و رمزوا لها بشكل هرمي
.
..
...
....
فالمدرسة الفيثاغوية جعلت من العدد أساسا للكون و مرجعاً له ، فكل ما تقع عليه عينك مركّب من أعداد .. و قد ساهمت هذه المدرسة بآراء رائعة في الرياضيات و الفلك و مما يذكر أن كوبرنيكس قد استفاد من نظرياتهم إبان قوله بكروية الأرض ... و قبل أن انهي رؤيتي عن هذه المدرسة و بما أنني دوماً متحيّزة للنساء فلن أنسَ أن أقسى كما قسى التاريخ و نسي أن يذكر جهود العظيمة " ثيانو " التي برعت كثيراً في علم الأعداد و نافست الفيلسوف النسوي فيثاغورس و أين هي و أين هو في التراجم و الإنصاف ! سحقاً للتاريخ و ذكوريته :@




يتبع مع المدرسة الإيلية

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس