مزاجيتي - مؤخرا - تبدأ في تكوين الكثير من المشاكل ..
لا أستطيع الدرس .. لا أستطيع ممارسة القراءة .. لا أستطيع حتى أن أقوم بواجباتي الاجتماعية على أتم وجه إذ أن كل شيء يبدو رماديا في عينيَّ و كل ما يقتحم فمي بلا نكهة !
من السيء أن تصل في ضبط نفسك لقدر عال من المرونة و فجأة لا تعلم ما الذي يحدث ..
كأن أحدهم سرق مفتاح عقلك و رماه في البحيرة و وقفت أنت تنظر كالطفلة التي فقدت دميتها ..
لكن الضفدع المسحور لم يأتِ لينقذ مفتاحي من البحيرة
و هذا سيء جدا ، فمن الصعب بما فيه الكفاية أن أرضخ لتعنت ضفدع .. علي أيضا أن أنتظره ليملأ رأسي بترهاته !
ها أنا أستمع لِـ ياني و كل ما حوى جهازي من موسيقى .. و أشعر بأذنيَّ تتألمان و أتجاهلهما كما أتجاهل انهيار كل شيء من حولي لأن الاهتمام و التفكير سببا لي غثيانا مزمنا ..
أحاول إتمام ما وعدت به البعض، أحاول أن أدرس لامتحاناتي التي ستنهمر علي بعد غد .. ولا أشعر برغبة في أي شيء سوى أن أحلم بكوخي الذي أرسمه منذ سنوات ..
كم تحرقني غصة توقفي عن الرسم ..
كم أشعر بالغيظ من نفسي لأني استسلمت .. لأني تركته !
أغمض عيني و أتذكر مدى الراحة التي كان يشعرني بها الرسم .. أجمل من الكتابة و أروع !
يسحب كل ما بداخلي على خطوط غامضة أنا فقط من أعيها و أشعر بالأمان اللا متناهي ..،
كل شيء يجتمع في داخلي كحقول من الرماد تنتظر من يشعلها ..
سئمت هذا !
سئمت أن أكون متأهبة رغما عني و مستعدة للانفجار تحت أي ظرف كان ..
في الحقيقة سئمت كل أنواع الكفاح !
لم يعد أي شيئ مهم ..
و حتى هذه الحقيقة لم تعد ذات قيمة !
دموع كالماء تماما ..
و صياح و أنين و صخب و طُرُقات كثيرة ..
أحلام و متاهات لا تنتهي ..
و ماذا بعد ؟!
كل هذا لأكون أنا ...
ماذا إن لم أرد ذلك بعد الآن ؟!
هذا حقا سؤال مخيف ..
لا أود أن أعلم إجابته ..
و رغم كوني أواجه نفسي بعناد في كل شيء ولا أخشاها أبدا في هذه الناحية .. لكني هنا أمام هذا السؤال أشعر بالخذلان ..
لو كانت الإجابة بـ نعم فهذا سيفتح أبوابا أخرى تستند على كتفي الذي بدأ يشيب ..
و لو كانت لا .. فحينها لن أعلم كيف سأتصرف ..
أشعر باختناق دام طويلا ..
لا أحد يفهم حقا إلا من ارتدى هذا الحذاء ...
فإذا ..
سأدع الأمور تأخذ مجراها و نرى .. هل أموت مختنقة ؟! أم أن هناك ضفدعا ما أو وحشا أو تنينا أو أي شيء سيهب من أي مكان و يدور بيننا أي شيء يغير هذا الركود و الاستسلام ..
ملاحظة :
لا أمانع حقا أن أرافق الوحوش لأي مكان ، نحن نفهم بعضنا جيدا !
حتى التنين يبدو فكرة جيدة ، و الضفدع هو أسوأ الموجود ...
أتمنى ألا يكون هناك أي خفاش في الموقع ! سأنتحر حينها و أرمي بعرض الحائط كل النصائح !