آل أبعاد الأماجد
السلام عليكم و رحمة الله
و أنا أقلب صفحات هذا الملتقى الأدبي الشاهق هالني اختلال ميزان المناصفة بين الفرح والحزن في كتاباتنا و أدبياتنا , و وجدت أنني أستنطق كل خبايا الجرح والدموع والخيبات في نفسي , و حتى عندما تبدو لي الصورة أكثر تفاؤلاً كانت تؤطر زواياها بالأحلام و الآمال و الطموحات , و كان الأغلب على نماذج من الأقسام حالة من الحزن تلقي ظلالها على المكان, ففي الصفحات المتقاربة من حيث أمكنتها أو النصوص التي تقع الأعين على عناوينها مجتمعة , مثلاً في النثر الأدبي : اذرف دمعك _فراشات عجاف_ولذا تركتهم خلفي_ملامح خدشها النسيان_خيانات...
و في أبعاد الفصيح مثلاً : زيف مستباح _ من حنايا الجرح _ ليل وبيداء... , ومن أبعاد الشعر الشعبي : دمعة ايامي_اشباح_جدار الخرابة_منافي حلم... , و حتى التوقيعات تأخذ نصيبها الغالب من الجرح , صورةٌ كانت أم نصاً , وغيرها الكثير مما يكتنز به المكان من بكائيات و أحزان ..
و طالما تمثل أبعاد فضاءً أدبياً يعبر عن افكار و أحاسيس و تجارب إنسانية , أستهل تساؤلاتي إليكم :
*هل الأدب يجيد انتقاء المفردة البكائية و التعبير عن الخيبة أكثر من إجادته استنطاق اللغة للتعبير عن حالات الفرح ؟
*ما حقيقة أن الفرح عابر والحزن أبقى مع نسبيتهما عمقاً و سطحيةً في إحساسنا و تفكيرنا ؟
*هل نحن لا نجيد الاحتفاء بالفرح بما يحقق الموازنة ؟
*هل المشاهد العامة في حياتنا و من حولنا تعزز فينا حالة الاحتفاء بالحزن أكثر ؟
*هل الحزن ضريبةٌ لابد من دفعها ؟
*هل للأمر علاقةٌ بشعوبٍ دون أخرى أو هل للمكونات الثقافية و الاجتماعية دورٌ في ترجيح كفةٍ على حساب أخرى ؟
*ما مدى أثر المشاهد و الأحداث من حولنا على عوالمنا النفسية ؟
*هل ميزان المناصفة في التعبير الإنساني بشقيه عادل , بينما نحن نتحين السوانح لنغوص في فضاءاتنا المشجونة ؟
لطهركم لقلوبكم لأفكاركم هذه التساؤلات و التي تمثل رؤية لا ترقى لمرحلة الدراسة ..
متمنياً لكم السعادة و الأفراح..
*