كتب
أرسطو عن فن المسرح وعن أركان المسرحيه من وحدة الزمن و المكان ألى الفصول
و ما ألى ذلك. كما كتب عن التراجيديا
ولكن يعتقد الكثير أن أهم كتاباته عن ذلك الفن كانت حول الكوميديا
والتي للأسف لم يتبقى منها ألا مقتطافات من هنا و هناك.
الكوميديا, السخريه و حس الدعابة .
ثالوث يربط المسرح " الأدب و الحياة العامه.
طبعاً الكوميديا , لم يكن لنا نحن العرب نصيب كبير فيها
لسبب بسيط هو أننا لا نملك مسرح حقيقي
(
ولا أعني المسرح الشعبي التهريجي مثل أغلب ما يقدم في المسارح العربيه)
أما السخريه , وهو فن رفيع, فلم نبدع فيه أيضاً . فأدبائنا أغلبهم مطبلين
و أغلب ما أنتجناه كان مدحاً في الذات و تعظيم في النفس فكل مؤسساتنا كعرب مقدسه ولا يجوز المساس بها ألا بالتطبيل
أما حس الدعابه و هنا أريد أن أفرق بين حسن الدعابه و فن النكته . نحن نملك فن النكته.فنحن نستطيع أن نخلق النكت و الطرائف على الآخرين
بينما حس الدعابه هو أن نظحك على النكت التي تقال علينا. وشتان بين الأثنين
حس الدعابه هو تقديرنا بالحقيقه الساخره في النكت التي تقال عنا
و هذا لا يعني أن نكون عديمي الكرامه فحين تكون هناك شيء من الحقيقه فيما يقال عنا فلا أعتقد أن من الكرامه الحنق
أما أذا لم تكن هناك حقيقه فيكفي أن نضحك على الدعابه بحد ذاتها و هذا يعني أننا واثقون من أنفسنا
عندما تنتشر حس الدعابه لدى العامه و الطبقه الحاكمه و كل المؤسسات الأجتماعيه ينتشر معها فن السخريه (النقد اللاذع)
و الكوميديا تجسد أنفسنا في مواقف أنسانيه فنظحك على ذاتنا في المسرح أو أي شكل فني آخر
ولكن حين يحس الكاتب و المسرحي و الشعب أن هناك سيوف مسلطه على رقابهم
و أعين ترصد عليهم سكناتهم و آذان تسجل عليهم هماساتهم
يموت فن السخريه و تموت الكوميديا و تسود النكته أكثر من حس الدعابه
ويختصر الأديب في الشاعر الذي يلقي بقصيدة مدح في بلاط السلاطين