منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - احتماء .... بالضوء !
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2010, 11:10 PM   #33
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
* أبدآ .. لا تغيب
أنسل بروية من طائلة الزمن .. ويبقى ظلي ممدآ على الجدران .. وروحي واجمة .. ويحها .. مابها ..!
كتمتمة توغر صدري بخبيئة الذكرى , يصيح قلبي المُتخم ببادرة ضجر .. ودندنة تتربص بوعيي ولا تكف عن مراوغتي
كم أحتاجني لأجمع أشتاتي المبعثرة على أرصفة النجوم , وأمكث بلا ترنح في حضرة الحيرة ..
لا الزهر يغويني .. ولا حبات من الياسمين تُضئ مساحتي الملقاة على جسد المساء ..
والليل كدأب عتمته الجانحة للسواد , لا يتصالح مع الشموع وبريق الأفلاك .. لا يُصغي لحكمة النور ..
لم يعد يقيتني الهذيان , وأنا ألوك على حنجرتي زفرة بدا طعمها أقرب من مرارة الخوف ..
ولن أدع الوهم يعبر من بوابة باحتي التي انكمشت ترتجف لهيمنة الزمهرير ..
على أطراف تأففي أدنو من انتباهة استعرت في حدقي فظهر الطيف بجلاء يتأرجح على نافذتي الناعسة ..
يقفز .. يقترب من أنفاسي ويتمرغ على جبيني , ثم يدس قسماته بين ثنيات حدقي ..
وجه مكتنز بالبراءة .. والطهر يتبعثر بخيلاء على الوجنة المحمرة خجلا ..
أُشيح بذاكرتي إلى الركن الآخر من الجدار .. ولا سُدى من البكاء .. ولا أقوى على الفرار ..
أجل .. إنكسار يحط على أطرافي برجفة مباغتة .. تمسك برؤوس أصابعي ولا تدعها إلا شاحبة ..
أفقدني .. لا أجدني بينما يكتظ صدري بالحزن , وتتحرك غصة نحو اليسار من قلبي مؤججة نبضات ذابلة الوهج ..
قالت لي المرأة التي قدمت مع المغيب : دعي ما يُريبكِ إلى ما يُريبكِ
همست : كل شئ بات يثير الريبة , حتى الطين المعجون بمساماتنا ..
أسرّت لي بحكمة : إذن .. لا تجعلي أصابع الوحل تندس في أحلامك ..
هتفتُ حانقة : الوحل بات يترصد بالدروب .. وأعمدة النور .. والصدور البريئة ..
أُمعن النظر في الأفق الغافي على كتف الليل بينما حكاية تقبل بلا هوادة وتسطو على حواسي ..
فتاة خرجت في العيد وبيدها سلة من الحلوى لجارتها العجوز السقيمة ..
فتاة وجسد رجل خبيث يتوارى في أزقة الحي بفؤاد ذئب وأظلاف تنهش الملامح البريئة ..
كان يضعها في عقله .. بينما تبرق في صدره الملطخ بالفساد رغبة بأن تمسي ضحيته ..
كان العيد يجر أذياله خائبآ من أرصفة المدينة .. والظلام هو الضيف الثقيل الحضور ..
لم تعد الصبية إلى بيتها .. والفرح تحول إلى نحيب يشق غمار الحي الذي استعر ذهولا للجريمة ..
كنت قد عزمت على أن ألوذ بسراج الطريق ولا أدع الليل يذكرني بما جرى ..
ولكن .. تلك الفتاة لا تغيب عني أبدا ..
أبدا لا تغيب

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس