[علي السعد]

مقدمة لا علاقه لها بالموضوع :
معلوم تطوريا ان البقاء للاصلح وليس للاقوى لذلك انقرضت الديناصورات القوية وبقيت الديدان الضعيفه لانها الاصلح

المشكلة هي عندما يكون الاصلح هو الاقوى ايضا حيث يصبح قادرا على نشر افكاره والتطبيل لها بينما يعجز الاصلح
او من نتخيله كذلك , عن التصريح بافكاره مما يجعل منه غير صالح , مؤديا الى سيادة الانواع الرديئة وهذا ما يسمى
بالتطور السلبي ولحسن الحظ فان الطبيعه تقاوم مثل هذا التطور السلبي على المستوى البايلوجي لذلك لا نجد مثلا
خنفساء عرجاء او بطة مكسورة الجناح او ذئب بطي او غزال جريح حيث يتم تصفيتهم من قبل اعدائهم الطبيعيين
لكن في المجتمع حيث البقاء ليس للاصلح بسبب عدم تفعيل قوانين الانتقاء الطبيعي نجد ان التطور السلبي شغال بكل
قوته لانتاج انواع رديئه من الشخصيات الكرتونية المهزوزة التي تترسب في لاوعيها الجمعي صفات كالتملق والنفاق
والازدواجية والخطابة والشعاراتيه , مما يؤدي الى تمرير هذه الجينات الى الجيل اللاحق لتنتج في النهاية جيلا ممتلئ
بالنقائض حيث ينادي بالقيم عبر مكبرات الصوت والحناجر الرنانه بينما يمارس النقائض كواقع فعلي لا مناص منه

ربما كانت هذه القيم هي الاصلح للمجتمع لان (هيك مزبطة بدها هيك ختم ) كما يقول المثل الشامي .
اذن العيب ليس في قيم بذاتها ما دام هنالك بيئه تستوعبها وتنميها

عبد العزيز