مرحبًا أخت فاطمة ..
عندما أكتب أنني بيني و بيني أعتقد بذلك ، فهذا لا يعنِ بالضبط حقيقة ما ذُكر في الثيولوجيا أو العلوم الدينية نعم ، هنالك برزخ ، هنالك نفخة أولى و ثانية
هناك بعث و حساب و مناداة و أهل يمين و أهل شمال ، هكذا قرأنا و هكذا آمنّا .. أوليس كذلك ؟
لكن الأدب يفضّل دومًا أن يؤخذ بزاوية حيادية متجردّة من كل عاطفة قد تثور ، و لست هنا أجرد الأدب من الحقائق ، لا انتبهي من ذلك
بل أنني ارسم لوحة بمرسام سكرة حزني ..
مثال على ذلك ، لو قرأنا الكوميديا الإلهية للشاعر دانتي إليجيري ، و وصلنا للفصل الذي يضع به الرسول محمد صلى الله عليه و سلم و علي بن أبي طالب بأحد طبقات الجحيم
لا نثور و نطعن و ندخل في متاهات لأن مكانة الرسول معلومة لدينا نحن ، و رأي دانتي اليغري له وحده لا يخصنا خاصة إذا ما سلمنا بأنه مسيحي متعصب
و إنسانوي تتجلى به كل الروح الإنتقامية بيد أنه وضع كل معارضي المسيحية بالنار ، و حتى معارضيه بحياته الشخصية
مجمل قولي هذا كله ، أن الأدب وعاء مطاطي ضبابي قابل للقولبة ...
ماكتبته هنا هو ما تصافحه سكرتي ، فقط ، بعيدا عما كُتب و يقال
بالمناسبة ، ابن القيم قرأته كثيرًا في الأسماء و بمداخل ظاهرة التلبّس ، رفيق حميم ليس جديدأ
أنت نبيلة جدًا