.
.
صاحتْ بوجهي صديقتي حين : وبختها لَـ تنازلها عن اكبر أحلامها لَكون كل شيء
حولها يسخر منها , وحتى هي تسخر من نفسها حَين تتأمل المرآة التي رسمت حدود
حلمها ذاك على وجهها !
لا ياسارة , نحنُ اليوم لا نُشبهنا بالأمس أبداً , فبالأمس كُنا نمتلك طموحاً وآمالاً
وأحلاماً كثيرة وظروف اليوم خنقتنا فُبتنا عُراة لا نملك مانسد به جوع أعماقنا
حين تصيح أين أحلامنا !
.
.
أظنها صادقة , فَكل شيء بات مُستحيلاً حين كبرنا , وكل شيء كُنا نحلم
به أصبحنا نستغني عنه بسهولة وكأنه شيء لا يعنينا ,
وحتى نَحن من السهل أن نُغطينا بَأقنعة لا تُشبهنا كي نكون كما تشتهي
الظروف وكما يشتهي الآخرون أن نكون عليه ,
ومن الصعب أن نكون كما نشتهي ( نحنُ ) حين تكون كل الملامح / الأشياء
حولنا أكبر من أن نُوبخها ونمضي دُون أن تنزاح ملامحنا نحوها !
نحنُ من استهلكَ وقته في رسم حدود حلمه , ونحنُ من استهلك
عمره في صنع الصُدف والقرارات المُتأخرة
على أضرحة الَـ حلم , ونحنُ من صرخ بوجه نفسه : حلمك لا يستحق
أن يكون لك , ولذلك نحنُ عاجزون الآن عن صنع فُرصتنا الأخيره
لتجاوز عُتبة المُستحيل !!!
همسة :
يجدر بي أن أُدرك فحوى مادونته بالمشاركة السابقة كيّ
أمضي بخطوات سديدة , وبَقلب يُدرك مايُريد !