إن كنت لا تعلمين فاعلمي! وإلا فاسألي عني المضاجع ليلة أمس كم حشوتها من تراتيل اسمك حتى تأبت عليّ مضجعاً، وهناءً..ولما ساورني الشك في رحيلك ، وأحاطت بي جيوش الوساوس المؤرقة أنك من ليلتي هذه كعقيم بطنٍ، وكرحيل حي إلى عالم الأجداث أسلمت نفسي لرياح الهموم تعصرني وصورتك الباسمة ترمق همي، وحزني بابتسامتها الجامدة الساخرة من لوعتي، السامرة على أنين علتي.
ألأنني هجرت لقب حبك في تسميتي عناداً تخلقين فيك ألف نفس كلها عني تشرد، وعني كلها تفارق وتعند، ولا تسألين عن موتي تلك الليلة أنه قضى ، ثم أقبرني بدون كفن، وواراني من قبضته إلى قبضة السهر المؤلم حينما كان السهر أشد، وأعتى من مواراة التراب، ولعنة الثرى المواري.
والله لقد عجبت لقسوتك، وتألمت من دواعي نفرتك، وكلاهما مناشير عظمي، ومقارض لحمي، وأنت برحمة الحبيب، ورقة القريب تتحولين في ليلة واحدة نقيض القريب، والحبيب، ولا ألمس منك واحداً من آلاف ما غشيني منك من أمومة طالما باتت معي تنقي مساماتي من مخاوف الليل، بل من مخاوف العمر كله يا قاسية الليلة المنصرمة من عمري، وعمرك.