كيبوردية [ مشاهداتية ]
لمشاهدات من معرض الرياض الدولي للكتاب 2011
دقت ساعة الرابعة مساء يوم السبت الماضي ... أيقظتُ جسدي من فراشه ... طويت أوراقي من دفئها و دفنتها في زحام جيبي قبل أن أشبعها حبراً / حبا ... عطشى ... لا يهم ... بيضاء ... لا أهتم .... و المهم ... أني استعجلت الرحيل ... للمعرض ...
ساهر ... أحسبه اصطادني لريح سرعتي ... ركنت سيارتي و على عجلٍ دخلت المعرض و لم أزره من قبل في ثوبه الجديد ... كنت قد جئته قبل أعوام ... أما الآن فتغيرت عليّ مداخله / مخارجه ... فلا أدري من أين أبدأ ...
المهم بدأتْ ... كيفما اتفق .... فتحت ورقي وهيّأتُ قلمي لمعركة الشطب و الإزالة ... كنت قبلها باحثٌ [ انترنتي ] دوَّنَ ما يحتاجه من كتبٍ بعينها ... جبتُ الدور المصرية / الأردنية أولاً لاهتمامها بتفاصيل تخصصي ...
كنت أذكر أن معي مبلغاً يوشك أن يلامس المئة العاشرة و أتلفته جميعِهِ عند الساعة العاشر ... كنت نَهِماً جداً ... لأن الدور كلها اجتمعت فوق أرضٍ واحدة ... و كتب تخصصي حملتها ساعاتٍ و ساعات فكادت أن تخلع يدي لثقلها / أثقالها ... لا يهم ...
كان التنظيم بديعاً مذواقاً للغاية ... و كانت أمة إقرأ بحق أمةٌ تقرأ ... لا يهم ..
أما الأجواء فكانت مشحونةً / مشبعةً بالأشياخ و الأتباع و المريدين حد التخمة ... و كأنه تجييشٌ متعمد لأصنافٍ مُقادة / مُنقادة ... تكاثرت مظاهر الاعتراض بحجة الاحتساب فكلهم نهاة أمّارون لا من منكرٍ أو معروف ... أيضاً لا يهم ..
المهم ... أني حرصت على مصافحة إبداعات المبدعين الأبعاديين أصحاب السكر و الشغب و الفاصلة ... توجهت لتصفح إبداعاتهم كلها... قلبتها ... و استرقت منها نظراً و استمتاعا و فرحاً ... للأسف لم أتصالح مع جيبي هذه المرة فأنا شققته عند كتب المجال / الاهتمام ... توجهت لآلة الصرف لأسحب ما يشفع لي اقتناء إبداعات رفاقي الأبعاديين .. فوجدت طوابير بشرية تصطف خلف أجهزة السحب ... أدركت عندها أن [ النحس ] بدأ يومه معي ... عدت لرفاقي ... و وجدتُ مصادفةً ... صاحب الشغب يشاغب القراء بتواقيعه ... أشرتُ إليه بابتسامةٍ فجاءني من بين زحامات القراء و الكتب ... اختطفته جانباً للسلام و الكلام و التهنئة .... وقفت معه قرابة العشر من الدقائق ... و قلت له مودعاً / مداعباً / ضاحكاً ... عذراً ... لن أشتري إبداعك - حالياً لانشغالي بما ترى من أوزار - لكني سأحرص عليكم جميعاً بعد انجلاء شاغلي ...