ضفادعُ في ظلماءِ ليلٍ ...

[حمد الرحيمي]

ضفادعُ في ظلماءِ ليلٍ ... *




قال الأخطل :

تَنِقُّ بلا شيءٍ شُيوخُ مُحارِبٍ ... وما خِلتُها كانت تَرِيشُ ولا تَبْرِ
ضفادعُ في ظلماءِ ليلٍ تَجَاوَبَتْ ... فَدَلَّ عَلَيها صوتُها حيةَ البحرِ








صباح الخير جميعاً ...




قبل البدء ...

هي الصدفة من هزت بجذع عقلي لتتساقط الفِكَر في أوردتي وشراييني ليطمئن بها و لها قلبي ....ولأحمل لكم منها ما طاب ولذ ... واشْتُهي ...



هي حكايةٌ أتيتُ بها مُجْمَلَة كي لا أُوقِعكم في فِخَاخِ السآمة ...



أقُصُها عليكم لأستفتيكم أمري و أمرها ...







عند البدء ...




حانت الحكاية :


كان ابن الرابعة عشر مُغرماً بالصيد مفتوناً به حتى حَذِقَ فيه وبرع لتشهد لبراعته وتَمكُّنِه كل عينٍ تلحظه ....


توالت الأيام بسرعتها فألبسته اسم الحاذق / الصيّاد الأمهر ليصير اسماً له وبه اشتُهِر ...


أسرعت السنين في عَدْوها ليكون عائلاً مُخصِب الأبناء وفير الحَفَدَة ... توارثوا عن أبيهم وجدهم براعة الصيد ودقة اقتناص الطرائد فلُقِّبوا بالصيّادين ...



كان الصيد من أميَزِ خصائصهم وبه فَخِروا و تَفَاخروا ... كان مبلغ عِزهم ومنتهى رِفعَتِهم ... كان الصيد وكانت العائلة ...



ربَّوا أبناءهم عليه وأوصوا أحفادهم به ....


كل مئة من الأعوام تنقضي يزداد فيها صيتهم ويعلو عليها اسمهم ...


كانوا لا يُجَارَوَنَ ولا يُبَاذَوَّن ...


نَعِمَ الصيد ... ونَعِمَتِ العائلة ...






مشى الصيد في هذه العائلة البعيدة الجذور مشياً كأنهم به أُشْرِبوا الصيد في أثداء أمهاتهم ... وكأنها مُعجزةٌ قد سُخّرَت لهم ...



اتسعت خارطة العائلة على وجه الحياة بمشي الحِقب وراء الحِقَب ... فكانت عائلة الصيادين العظيمة ... حقاً عظيمة ...





أخلاط العوائل الأخرى وأعاجينها تحاول حسداً من عند أنفسها إفساد عائلة الصيد ...

بأعتى الوسائل وشتى الطرق ... لم تبلغ ذلك المنى ... كيف لا والمعجزة كأنها مُسخّرة لهم ...



استمر الصيد في هذه العائلة.... وحكراً لها لألف عامٍ و أكثر بكثير... حتى كَثُرت وأُنهِكَت وتداعت وأفرَطَت في هجر عزيزها الأعز ... وتخاذلت في غِراسه وبذره في أبنائها ...




فصارت الأجيال عالةً على الصيد ومصدراً لاعوجاجه وانكساره ...


حتى استحالوا بعد ذلك رمزاً للضحك و مثاراً للسخرية ومحاط أنواع الهزء ...



كَثُر فيهم من الأبناء الحمقى ما كَثُر .... ونَدُر من العُقلاء ما نَدُر ....


و ما أكثر من يضع السهم فيهم مقلوباً ...مُوجِهاً رأسه المُحدد باتجاهه بِحُمق ليخرق به جسده .... وما أقل الرصين المُتقِن فيهم...



وانتشر فيهم من يُقطِّع أوتار آلات صَيده وعِزه لتكون خيطاً غليظاً يشده على عنقه ...

واختفى فيهم النبهاء المُجِيدِين ...



وتفشى فيهم داء ادعاء الصيد و وباء مدعيه ...

حتى تنظر إلى نبال أحدهم المتكسرة لتشفق عليه وترثي فيه تهافت ادعائه و وقاحة افتخاره ...

و أوشك المُولَع بالصيد منهم على الانقراض ...


وتعملق فيهم من هو أشد من ذلك وأعجب ...فصار أبرع الصيد وأطيبه ما صِيِد ميتا ... بعد أن كان الحرام حراما ...




حالهم تدعوا للأسى .. بعد أن كان آباؤهم أمثلةً للصيد تُحتذى ....وقدوة في البراعة والإتقان تُقتدى ...







وبعد البدء ...


انتهت الحكاية .











أفتوني فيهم ....







مودتي ...










ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


* العنوان هو عنوانٌ لمقالةٍ نُشرت للعلامة الأديب محمود شاكر في كتابه أباطيل وأسمار ...

 

[لحظة]

أخي حمد الرحيمي ...


قصة جميلة ... وحكاية أجيال ...

حكايتهم ... حكايتنا ....



لا شئ باقي ...


سأبتعد كثيرا ً هنا ... وسأكون قريبة عندي أنا


سأقول لك حديثٌ دار بيني وبين جيل بعدي


هي : تقرّر تدريس جميع المواد باللغة الإنجليزية

أنا : لا إله إلا الله ... لغتنا العزيزة ....


هي : ومالضرر ... ونحن بحاجة لمواكبة العصر


أنا : أبناؤنا ليسوا بحاجة لأي لغة غير لغة القرآن

ليس عيب أن نتعلم لغة الغير ولكن الأولى بنا أن نتعلم لغتنا قبل كل شئ


هي : نحن نكتسب لغتنا من بيوتنا وأهالينا ومجتمعنا لا من المدرسة

أنا : إذن كان أولى لنا أن نبقيكم عندنا ونقوم بتدريسكم ...!!

ولما سميت التربية والتعليم أليس هذا دور ٌ من الأدوار


هي : المهم نظل نستطيع أن نحافظ على لغتنا .... وسنواكب الركب


أنا : أي ركب ؟؟؟ هذه بداية النهاية .... نحن نفتتح الأحداث ونبدؤها

هكذا سنخسر لغتنا وسترفع ... وسيأتي يوم لا نذكر حتى ديننا وقرآننا


هي : ألا ترين أنني أتقن لغتي وأتقن لغتهم في نفس الوقت ....


أنا : أنظري لعشر سنين مضت ..... وأنظري اليوم .... وفكري في عشر سنين قادمة


خمسين مائة ...


حسبي الله ونعم الوكيل


لا شئ يبقى .... وإن سكتنا وتمادينا في تسهيل الأمور وقبولها سيكون بنا الدمار



أخي حمد الرحيمي ..... أحزنني ماكتب بشدة ... قد أكون خرجت عن موضوعك بعض الشئ


ولكن طرحك عام ... يرحل بنا بعيدا ً .... لنجد أنفسنا قد خرجنا من دائرة هي لنا لدائرة لهم


:
:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الرحيمي

أقُصُها عليكم لأستفتيكم أمري و أمرها ...

عند البدء ...
حانت الحكاية :

وبعد البدء ...

انتهت الحكاية .

أفتوني فيهم ....

مودتي ...

أدعو الله أن لا تكون النهاية بأيدينا ... وبسكوتنا ..



أخي حمد الرحيمي ...


شكرا ً لك ..




دمعة في زايد

 

[تركي الحربي]

حمد الرحيمي


إضَاءَهْ :

الصيد الجائر أحيانا ً يعمل على إنقاص عدد الطرائد ، ومن يتمتّع بهذه العاده ويدمنها حد الهَوسْ ، لا بُد أن يبحث عن صيد آخر لـِـ يُشبعْ غريزته / هوايته والصيد الآخر عادة ً يوقعك بــ المحرّم منه ، وأنت تعرف وأنا أعرف والكُل يعرف أنّه لم يُحرّم الحرام عبثا ً بل بـِـ أسباب كــ صيد الخنازير مثلا ً [ أجلّك الله ] فــ تحريمها له ُ أسبابه الخطيره جدا ً !



نعود لـِـ هذه الأسره :

[ وما طار طير ٌ وإرتفع إلا ّ كما طار وَقَعْ ]
مَثَلْ جميل جدا ً يَتُم تَطبيقه على كُل ذي إرث تاريخي ،
وأحيانا ً بِلا أرث تاريخي يُطبّق ! ، المُهم به ِ أنّه
طَار فـَـ وَقعْ !


:
:


حاولت التقريب بين أعلاه وظنّي ،
وإن كان بعض الظّنْ إثمْ



لَنْ أفتي أكثر




مودّتي

 

[أحمد الحربي]

فقط

ستلعنهم أجيالهم القادمة ...!

أو

لن تغفر لهم ...!


هل أفتيتُك

لا أظن !!!!!

 

[أسمى]

قراءة..وقراءة..





.
لي..عودة..إن..شــــاء ربي.

 

[أسمى]

الضفادع..حين تنق يُسمع نقيقها وفي معرفة طبعها تصدٍ لها.
والأسرة الصيادة ليس لأي جيلٍ بعد جيلـ ذنبـٌ في تردي من يليهـ.
.
.
.
.
ماأصعبـ أن يلبس المرء ثوبـــــاً فضفاضاً عليهـ..يُنتظر منهـ الاتقانـــ..بينما يجهلـ أساليبهـ..
حريٌ به ذلكــ..لكنهـ..يجهلــ..والأدهى والأمرّ..أنـ لا يعترفــ ..بعجزهـ..وجهلهـ..ويُكابر.
طالـ ..الزمانـ..أو قصر..سيعترفــ..بعجزهـ..وسيعلنـ..إنهزامهـ..لأنهـ..ل نـ..يستطيع..الإكمالـ..وعدتهـ..ضعفهـ.

.
إذنـــــــ..
هزيمتهم..هم..من..سيعلنها..أولئكـ..المتصنعونـ..

 

[حمد الرحيمي]

لحظة ...


أهلاً بكِ أختي الكريمة ...



لم تخرجي بعيداً عن الموضوع أبداً ...



المواكبة يا عزيزتي أمرٌ ضروري ومُلِحّ لأننا في عصرٍ القرية الصغيرة ... لكن يجب أن نحقق التوازن في حفاظنا على لغتنا وفي السير مع العصر وطريقته ... وهذا أمرٌ تُعنى به وزارات التربية العربية ...

شاشات (التلفزة ) تحمل في كل يومٍ معولاً للهدم ... يجب أيضاً أن تقوم وزارات الإعلام بواجبها في حفظ ملامح شاشاتنا من الضياع وحفظ أطفالنا من التشتت المعرفي ...

الصحف والمجلات الشعبية تحمل أيضاً الجزء الأكبر في تكسر اللغة وتكسيرها ... يجب أيضاً على وزارات الإعلام والثقافة أن تقوم بمهمتها في ردع أشباه الكتبة وأسافلهم لغةً وعلما ...



الهم كبير وكبيرٌ جدا ... لكن من يعلق الجرس ؟




شكراً لتفاعلكِ وحضورك ...




مودتي ...

 

[قايـد الحربي]

الأجمل : حمد الرحيمي
ـــــــــــــــــــ
* * *


هل يحقّ لي سؤالك بـ :

- وهل وجوب [ الصيد ] واجب الاستمرار فيهم
ليكون في فقده أو عدم إتقانه من مذمّة عليهم ؟

لحين إجابتك
تقبّل المودة .