.
.
حين لايكون أمامك شيء تكتبته , وحين لا يكون في حياتك شيء يُثير فيك فضولك لتفحص ملامحه , وحين لا يكون لديك موهبة كاملة تكفل لك إنجاز مهمة صعبة , وحين تصرخ في وجهك خطواتِ الغآئبين : أنت لاتقدر لنا جهودنا من اجلك , وحين تحاول أن تستثير شَفقةَ أُفق العمق الذي يحدثك بما لا تشتهي فيفجعك صمتهِ وتبدد معالم جبروته وجه محاولاتك , وحين تنطق أشياءك الصامته بما عجز لسانك عن النطق به , وحين تبحثُ عن أصدقاءك القدامى فلا تجد منهم شيئاً صالحاً سوى صورٌ لاتزال تحتفظ بها ذاكرتك المحشوة بتفاصيل أمس لا يفارق حاضرك , وحين يحرضك غيرك على فعل شيء لا يشبهك ولا تملك أن ترفضه لأنك بحاجة لأن يسمع صوت بُكاء قلبك أحداً من العالمين , وحين تُقلب كفيك بحثاً عن حقيقة حُلم قد دونته على راحتيها فلا تجد سوى خطوطاً تشبه تلك الخطوط المتكومة على صدر وجه جارك العجوز , وحين تبحثُ في باطنك عن جسد أُمنيّة كنت قد خبأتها فيه , فلا تجدّ سوى رفاتٍ باهتِ جداً لا يشبه في تشيكله ملامح أمنيتك تلك , وحين تصرخ مفجوعاً : من على أي تلّةٍ دحرجوا أحلامي ..؟ وعلى أي ميناء سافروا بملامحي ..؟ أين وجهي ..؟ أين صوتي ..؟ أين قُبلة أمّي ..؟ وتذكار أبي ..؟ وحين لا يردّ إليك صوتك , وحين ترفرف طيور التيه فوق رأسك دون أن تأتي إليك بالخبر اليقين وبالاجابه المخضبة التي تسعف عجزك !
حينها فقط : سيكون أمامك الكثير الكثير من الأشياء التي تنتظر منك شطباً مُؤبداً !
حينها فقط : سيكون أمامك الكثير من الوعود المؤجلة التي تنتظر منك الوفاء بتنفيذها !
حينها فقط : ستدرك أي وجهةٍ هي تلك التي تقودك إلى الموت حين لا يكون بمقدور جسدك أن يسعف صوتك الحزين وفؤادكِ المجروح !
حينها فقط : ستفطن إلى حقيقة غرقٍ قد أدركتُك حين فرضت حسن نيتك في كل الملامح التي تعبر من أمام شرفة بياضك !
أنا اليوم أٌشبه ذلك الفقير الذي يستجدي السماء أن تمطر عليه بالغيثُ حتى يشيخ حزنه ويموت جوعهِ ويفنى قبل أن يموت هو
تحت قبضة إنتظار شيء لا يأتي !
سارة القحطاني .../