هل سنبيت الليل على هذا الفراش اللعين الساخط عليّ بسخطك، والنافر من قربي لنفرتك، وهو هو الفراش الذي كتبنا على وسادته يوما من الأيام كلمة "أحبك"، ثم ما رضينا أن نكررها فاختلفنا حول تقسيمها كلمتين تأخذين أولاهما، وآخذ الأخرى، وأبيتِ يومها إلا أن تأخذيها من شفتي إرسالاً، ومن شفتيك استقبالاً..ترى هل كنا يومها نعتد بتجزئة الكلمات لأن في كل حرف منها معنى متصلاً بنا، في الوقت الذي لا تحمل فيها الجزيئات أي معنى ؟؟ .
أي فراش لعين هذا الذي يقصيك عني أبعد ما بين الخافقين، ويأبى أن يقربني من مماسة قربك ولو بمقدار ما يرد الروح، ويبري علة الشوق المجرم..ثم ما معنى أن نفترشه وهو يعلن تلك الندية بيننا، ويعيق الطريق بين شفتينا ساعة ما تذيبهما طبيعة ذلك الذوبان.
طالما قربني منك الفراش، واليوم أقصاني، وكم ظننته حبيبا يؤازرني في وحدتي، ويناجيني بلسان الراحم الشفوق، ويلفني بين أضلاعه كأنما يستخرج من عظامي علقة اليأس الملعونة. واليوم يتكشف عن طاغية جبار آمر ناهٍ لسلطانك القوي، وشدة بأسك المختومة بتعذيبي، والفراش المتفرعن، والليل الغاضب، والشوق المجنون المعربد، والذكرى الجاثمة على منافذ حسي تأبى أن تهبني كأس الراحة إلا وهو مشوب بقذى التنغيص.