.
.
أحياناً نحنُ بحاجة لأن نُجرب ذلك , لا أقصد الإنتحار بتاتاً , فَجميعنا نعلم أن
أعظم ذنب قد نرتكبه بحق أنفسنا هو أن نُلقي بَأجسادنا وأرواحنا للتهلكة ,
وجميعنا نعلم أن الإنتحار وسَيّلة شيطانية تُغرس أظافر اليأس على وجوهنا
حتى نموت ونَحترقَ دُنيا وآخرة .
انا أقصدّ تلك اللحظة التي تحتفي بَخطوة ماقبل الموت !!
_
خُطوة ماقبل الموت !
هي تلك الخُطوة التي نفقد فيها الإتزان , والعقل , والَأمل , والأحلام
ويُصبح العالم كُله باهتاً بلا ألوان , وتُصبح كل الأشياء عقيّمة وحتى نحنُ !
هي تلك الخُطوة المُعوجةِ التي تخشى الحياة وتطمع بالموت حيناً وتخشى الموت
وتطمع بالحياة حيناً آخر !
هي تلك المساحة المُغلقة التي تحتفي بأصواتِ من نُحب حين تتدفق على صدر وُجوهنا ,
وحين تصرخ في المدى الضيّق جداً : كُفوا عن ذلك , فالعُمر لم ينتهي بعد !
بمعنى آخر : هي اللحظة التي تحتفي بَخطوةِ تُمنحنا أُوكسجين احتواء يُطهر أعماقنا
من بقايا ذُبول يُحرضنا على التخلّي عن أبسط حُقوقنا في حياكةِ بداية جديدة تُخلق
لنا فُرصاً جديدة للسعادة !
سارة القحطاني ../