.
.
.
كُنت فيما مضى لا اطمع بأكثر من وطنٍ صدره ينبضُ بَأحاديثِ المساء التي أُعكفُ
على حياكةِ أبعادها بَمقاس إحتياجي لأن أكتبُ شيئاً عنّي !
كُنتَ لا أؤمن بالكتابةِ , ولا بَواقعيةِ احتواءها لَلحظاتنا , وَخيباتنا , ومواسم أعيادنا !
كُنت فقط بحاجةِ لأن أتحدث إليّ دُون أن أخشى أن تتلقفني كفٌ قريبٍ يُخفي ملامحهِ بَقناعٍ من كذب ,
يُجيز لهِ العُبور الى حُدودي , ومُصادرة أشياءي جُبناً / قهراً !
لكنني ومنذ تلك اللحظةِ التي أُحببت فيها الكتابة كـ جُزءاً مُهماً في حياتي , ومُنذ أنَ صنعتُ لـ وجهي وطناً
يتدثر بهِ أنى ضاعت ملامحهِ , ومُنذ أن أمسكت بكفيّ والدتي ومنحتها الحقَ في قراءة كُل شيء كتبته ,
وكل شيء سأكتبهِ , وكل شيء أُحاول إيصاله للجميع , باتت كُل الأمور على مايرام !
_ حتى أنني أصبحتُ أُؤمن بمدى تجاوز الأشياء لـ محطة الذبول , لطالما أن هُنالكِ فُرصاً قد تُخلق من اللاشيء شيئاً عظيماً !
_ بالمناسبة كُنت بحاجة لأن تقرأ لي أُمّي , لأن تتعرفُ على الأحاديثِ الصامتة التي لا أملك أن أُجسّد تفاصيلها كـ حقيقةِ مسموعة ,
فالشخص القريب منك جداً والذي يُقاسمك الحياة , بإختلافَ ألوانها , وملامح شروقها ومغيبها يكون أجدر من غيره في
استيعابك وتفهمّ وضعك ولذا أنا أشعر أنني بخير الآن , الحمد لله
سارة القحطاني