منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - دمشقُ لستِ وحيدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2011, 12:06 PM   #6
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


إلى قاسيون حين يبدو قريباً و تبتعدُ الأحلام
إلى قاسيون إذا ما كان عالياً و تضاءلت الأشياء
إليه عندما يكونُ بعيداً و تدنو الذّاكرة :

قد وصلَ الجفاف صدورَ الأشجار
و لم يبقَ بين سفحكَ و أغصانهنّ إلّا حلمٌ واحدٌ
و صوتٌ عتيقٌ يروحُ و يجيء
يستسقي الغمامَ الهارب
و لا يقنطُ من الحبّ
لا يخافُ سوى البردِ و الوحدة
و أن تصحو أنتَ يوماً
فتجدَ غربةً بانتظارك
تربّتُ على رأسك
و تسحبكَ من قلبكَ إلى الغياب
:
أيا قاسيون
قد وصلَ البردُ أطرافَ الصّغار
و بائعُ الدّفء يزدادُ جشعاً
يهربُ من عيونهم إليك
و يدركونَ أن لا سقفَ لهُ
و أنّ مظلّاته عارية
لكنّهم يُحبّون العيد
و لا يملّون انتظاره
يملؤن وساداتهم بالأحلام
ثمّ يتركوها لشمس الصّباح
يتسابقون نحو عينيك
على أكتافهم حقيبةُ أمل
و في حناجرهم بحّةُ الفقد ..
:
أقاسيونَ
دع عنكَ الانتظار
و افتح يديكَ للحبّ
إذا ما اتاكَ هادراً كالموج
كالأنهار
كأصوات الصّغار ..

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس