- أمي اشتقتك كثيراً ،
أعلم أني سأشتاقك صباح العيد و حال عودتي من المسجد .
فقط يوم العيد .؟!
كلا كلا يا أمي ،
الشوق إليك نهرُ جار ٍ لا ينقطع جريانه ،
مدارً فلكي لا تُشَّوه استدارته ،
بل كل ما لا نهاية لأوله .
آه يا أمي !
في هذا العيد يا أمي ،
لا أب يأخذني معه إلى المسجد بعد سيل جارف من عبارات الإستعجال
و التهكم برغم أنني أخرج كما أنا دون رتوش .
و لا أب يستقبلني بقرب سيارته بعد أدائه الصلاة لأقبل رأسه و يديه و أعايده ،
و لا أب يضع العيدية في يدي فأصورها
و أعرضها في جوالي نكالاً بقريبتي اللعينة فتزداد غيرتها مني .
يا أمي !
في ذا العيد ،
لا أم توقظني لصلاة العيد ، و تحرصني على ايقاظ إخوتي .
لا أم تستقبلني بعد الصلاة أٌقبل رأسها و يديها
فتدعوا لي بزوج صالح مردفة الدعوة بقولها :
أنت تريدين ملكا هابطا من السماء !
و لا أم توجهني لزينتي ،
و تبدي رأيها فيما أنتقيه و أرتديه و تسمي الله علي !
و لا أم تقدم لي الحلوى و فنجال القهوة ..
و لا أم أرتدي عباءتها للصلاة بدلا من عبائتي لا لشيء سوى عادة درجت عليها.
يا أمي ،
هل أنا الآن أبكي .؟!
نعم إنني أبكي ..
فلا أنتِ هُنا و لا أبي أيضاً ..
إنني حزينة جداً برغم حُبي لهذا العيد بالذات .
أبكي حزنا نعم ،
و بقدر حزني أسال الله أن يحفظكما و يعيدكًما إلي سالميّن .