منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - باراسيكولوجي !
الموضوع: باراسيكولوجي !
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2011, 02:43 AM   #5
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي Telepathy


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



- تختبئين خلفَ ظلّك !
- تتركُ ظلّكَ وحيداً و تختفي !


بنفس الطمأنينة الّتي عهدتَها أقرأُ مذكّراتك ,
أقلّبُ عينيكَ و أستنشقُ كلماتكَ بعمق,
و أستعيدُ قلبكَ يومَ أهداني نفسهُ قائلاً : لا أملكَ شيئاً سوى الحبّ !
لا زلتُ ذاتَ الطّفلة الّتي تلعبُ دور الأمّ, ترتّبُ الحياةَ تبعاً لقلبها ... أنتَ أولّاً .. ثمّ الشّهيق .
لا زلتُ أنا أنتَ, برداءٍ شفيف يكشفُ قلبك و بذاكرةٍ كثّةٍ شعثاء يستحيل الخروج منها كما الدّخول..
أعرفُ تماماً كيفَ تفكِّرُ عندما تنظرُ لعينيَّ و أنا أتابعُ حزني التّائه على هيئةِ وطن
كيفَ تحاول أن تكونَ رجلي كلّما زاد شكّي بقدرتي على انتزاع الغربة من ذاكرتي
و أعلمُ جيّداً أنّ انتظاركَ حزنٌ شديدٌ يضغطُ على صوتِكَ فيمنعه عنّي !
لكنَّ صمتكَ ينقلني إلى الطمأنينة , إلى عشِّ الشّمسِ المليءِ دائماً بالضّوء
لأنّني أعرفُ الآنَ أنَّ رجلاً يمكنُ أن يكونَ وطناً و غربةٌ في آنٍ معاً
أعرفُ أنّ حبّاً يمكنُ لهُ أن يُصبحَ حلماً و حقيقةً في ذاتِ الوقت
دون أن يُخالفَ قوانين الطّبيعة
و دونَ أن يتوهَ بين الكلماتِ و الصّمت ..
أنا الآن أكثرُ قدرةً على الالتزامِ بالمطر و أكثرَ صبراً على اللّيلِ الطّويل إذا ما صاحبَهُ أرقٌ غزير ..
ذلكَ أنّي أستضيءُ بالحبّ و ألتحفُ بالحزنِ أكثر من أيِّ شوقٍ مضى
و لا حاجة لي بمعطف الذّاكرة و لا بقنديل النّسيان بعد الآن ..
ها قد تعلّمتُ أخيراً كيفَ ألعبُ لُعبةَ الغيابِ معك دون أن يتوه أحدنا عن الآخر
و دونَ أن يعبثَ أحدنا بظنِّ الآخر يقيناً منهُ بأنّهُ لن يراه
نحنُ الآن على جهتين متقابلتين من الفقد , يعلم كلانا أنَّ الكلماتِ ممنوعة و أن الوقتَ انتظار .
يشعرُ أحدُنا بالآخر و يُبادلهُ الحبَ بالحزن
يتشاركُ معهُ البرد و يعلمُ بأنَّ المنفى حقٌّ للجميع إذا ما ضنَّ المهدُ بالدّفء
يقاسمهُ الألمَ و اللّذة عندما يكونُ الجرحُ هو الوطن
و يعودُ إليهِ كلّما التئمَ الفقدُ ... لئلّا ينسى!





اللّوحة لفلاديمير كوش

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس