سَجَى اللَّيلُ،
والبَدْرُ يبنَ السِّحابِ يداعبُ الدُّجَى،
كطفلِ وجهها يميطُ السُّدول.
سَجَى اللَّيلُ،
والسُّهادُ،
وهذي القناديلُ الخافتة
تروي لجنونِ القلبِ حكاية الغضِّ الطريّ.
سَجَى اللَّيلُ،
ودنتْ بي الأحلامُ منها،
وهفوتُ أُوسِّدُها إحدى يديَّ،
فعِلقتُ بثغرٍ تراخى،
كإستجارةِ المستميتْ.
سَجَى اللَّيلُ،
وأرحلُ في هُطُول،
وهُبُوبُ العِطْرِ يُراقصُ رذاذَ المطرْ،
وأطفو في لُجَينِ هُلْبَةٍ،
وذاكرةُ الغيثِ عندَ ضواحي المَرْجٍ
تتماهى نحو غُرَّة الحيَاةِ.