هُناكَ كائنٌ ما لا يَرْتَوي إِلاّ بِالمطر ، تماماً كنبتةٍ صحراويةٍ تُشبهني !
- أقفلْ عيّناك ، أنتَ الآنَ تترنحُ فرحاً كفراشةٍ في واحةٍ غَناء ، تختارُ زهرةً عِطريةً فوّاحة ،
تتقلبُ في أحضانِها ، رائحتكَ الآن مزيجٌ من عطرِ جسدٍ و زهر ، أووه أنتَ مُذهل ستجذُب أيَّ أُنثى حتماً ..
عِطشٌ هاه .؟! أنتَ عطِش ، تبدأُ بِعبِ رحيقِها عباً ، ثم تطيرُ إلى جدولِ الماءِ المُنسابِ من أَعلى الجَبل ،
التُخمة تُثقلُ عليّك ، أنتَ بِحاجة للنوم ، تتوسدُ صخرةً طيبةً مَلساء تدعوكَ باسمةً أَن هيا إليّ ،
تفترشُ العُشب الأخضرَ و عيناكَ مُعلقة على السَماء ، تذوبُ عيّناك في الأزرقِ و تتطايرُ روحكَ إلى أَعلى ،
إِنك تغطُ الآنَ في نومٍ عميق ، سَتنامُ لساعتينِ من الزمانِ ، نوماً هانئاً سعيداً يا عزيزي ..... . .
إفتحْ عينيّك . هاه كيفَ كانت التجربة ( و صوت انفجارٍ مُدَوٍّ آتٍ من قريب ) .؟!
- قاتلكَ الله لم أيقظتني ،!
،
خدعٌ سمعيةٌ و بصرية وووو .. إلى متى يُرادُ بِنا أنْ نعيشَ الوَهم !
- العابرونَ بِنا كُثر ، وَ العابرونَ عبرَنا أًكثر . الحياةُ بِحضورهِم جميعاً كأسُ خَمر ، لذةٌ و فقدانُ وعْي ،
إلّا أَن قليلاً منهم في الأولى يُخلفونَ بعدهُم أَثرَ الزَهرِ وَ العِطر ، وَ الآخرونَ المُتَبقون لا شيءَ سِوى ذَخائرِ
لعناتٍ تتبعُهم وَ لا تُخطئ تصويبَهم !
- عمتي لم تنفك تنصحُني ، إنّها تتحدثُ كثيراً . فيما مضى و بعد أن تُنهي خِطبها تردف ، قد لا تفهمينَني الآن
و لكنكِ ستكبرينَ يوماً وَ تفهمينَ جيداً ما قلتُه لكِ حينما تحضرُ مناسبتُه . لا أَعلم حقاً ما فائدة كلامٍ يُقالُ قبلَ أوانِه
ألّا يُخشى عليهِ من آفةِ النِسيان .؟! آهٍ لو تعلمينَ يا عمَة ، لقدْ كبرتُ و بدأَ الشيبُ يغزو مفرقَ رأسي
وَ لا أزالُ أجهلُ الكَثير . و ما قلتِه لي يوماً لمْ تُفسره لي الأيامُ بعد و لا حتى تقدُمي في السِن أَبصرَني الكثير .
لا فائِدةَ من شيبٍ إن كان مِن هَمٍ لا مِن هِمَة !
- أوقِفوا مَنح صكوكِ الوعودِ المُحتارةِ بكم المُبْغِضةِ لكم ، فَلا أَحدَ يلتزمُ بِها ، أَقلُهم وفاءً يسحقها بِحذائه و يمضي ،
وَ أكثرُهم وفاءً يوليها ظهرهُ و لا يلتفتُ خلفهُ أبداً !
- القاتلُ مظلوم ، و المقتولُ ظالم . الخائنُ مُبرأ ، و الوفيّ مُدان . الصالح مُفسد ، و الفاسدُ مُصلح .
الأسود مُبيّض و الأبيض مُسوّد !! كُلُ ذلكَ في هذا الزَمنِ فقط !
- أَشتَهي خنقكَ و البُكاء ، حينما أَحتاجُك و لا أَجدُك بِقربي و لا في مَساماتِ جَسدي !
فقط لو أَنكَ كُنتَ لا تُشبهُ ظلي !!!
- لمْ أعدْ أهتمُ بِأبنائي جيّداً ، إنَّني أمٌ مُهملة . أَنا لا أَستطيعُ الإهتمامَ بِنفسي جَيداً فَكيف بِمن هوَ مُلحقٌ بي .؟!
سامحكِ الله يا أمي .!
- لِحُبكَ في قَلبي حِكاياتٌ وَ حِكايات ، وَ الصباحُ حِكاية حُب أُخرى أَعيشُ تفاصيلَها بِصُحبِة عيناك .!
- أَحلامُنا طائرةٌ بِمقعدٍ وحيد ، لذا يا عَزيزي نحنُ لا نستطيعُ تحقيقَ حُلمنا الوحيد .؟!
- لا أجملَ منْ ركونٍ إلى مُصلى ، وَ أصواتُ نداءاتٍ تتعالى كَأَسرابِ طمأنينةٍ تتَوالى،
بوصلتُها جميعاً تشيرُ إلى جهةٍ واحدة ، حيثُ السماء !
قابلٌ للنقد حتماً /
