سيطول العتاب بيني وبين قلمي اليتيم هذه المرة كأن لم تكن ثَم صحبة بيننا امتدت أكثر من أيام عمري..وما هو بقلم جامد عن معاني الحياة لو قسنا أمد الفارق بينه وبين سائر الأقلام؛ ذاك لأن قلمي رسول الشعور إلى دنيا الحروف، ونفخة الروح في أوصال أجداث الموتى، ولغة الإفصاح عن سر الأمانة الآدمية المستحق أربابها شرف الخلافة في الأرض.
قلمي -وما أدراك ماهو- ذلك الصديق الأنيس العالق ببوابة وحشتي كلما استفردتْ بي تحدر عن معاني الحنان، وتصدر رقيا لمعارج السمو الروحي في ذاتي الظمأى لمعين الروح بعيدا عن مواضع جفاف البدن.