يوم كنت في ثاني جامعة المستوى الثالث كان عندنا مادة بلاغيّة اسمها ( علم المعاني ) أصعب العلوم البلاغية على الإطلاق ومرة قلت غالبا إذا بغينا نقيّم كتابة أحدهم تقيم دقيق فهو عن مدى اجادته لعلم المعاني .
كنا دارسين هالعلم في ثاني ثانوي طبعا بحلّ عند الجامعة ، كلمة صعب ضعيفة ماتعبر عن المعنى الحقيقي .
كانت الدكتورة قشرا فظيعة لدرجة إنها من الشخصيات اللي مستحيل أنساها ، كان ماعندنا ملازم زي غيرنا - قسم اللغة العربية كان معروف إن دكتوراته أشد مايكون ثم قسم اللغة الانجليزية - كنا نشتري مراجع غير اللي نكتبه ، وفي الاختبار النهائي كنت علم المعاني خلاص متشربته و ثابت في راسي وأنا ولله الحمد ممتازة في هالأمور لكن يوم الاختبار ويوم خذت الورقة اقرا الأسئلة وكأني وحدة توها جاية من عشّة ولاعمرها قرت ولاكتبت ولا تعرف حتى شي اسمه بلاغة ! اسندت راسي على يديني وحاولت أبعد التوتر رجعت للورقة ونفس الشي سميت بالله وحللت اللي توقعته وطلعت .
كانت قاعتنا 60 طالبة مانجح إلا القلّة وبمقبول بعد وكنت أنا من ضمن الراسبات فيها كانت صدمة ماعمري رسبت وفي الأخير أرسب وفي مادة كنت أحبها بعد ، اللحين مرّ قرن على هالسالفة ومع ذلك للحين أحس بغصتها .
عاد هالدكتورة درستنا في مادة النقد القديم والحديث وكنت أعشق شي اسمه نقد بس كرهته منها ونجحت فيه بجيد جدا ويوم رحت لها قالت لي : أنتِ دامك خذتي هالتقدير ممتازة واللي تاخذ ممتاز أصلا يُشك فيها ! مادري وش هالنظرية !