منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ".حتّى اشتعالٍ آخَر."
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2012, 11:36 PM   #6
زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
( ـــــــــــــــــــــــ )

الصورة الرمزية زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متواجد حاليا

افتراضي


أحيانًا أحاولُ أن أنسى هذا التشابه بين الأيام فقط كي أفكّر بأمر آخَر , بلونٍ آخر أصبغُ به إحدى ساعاتِ اليوم كي تكونَ مختلفة, كي أؤطّر بفضلِها تاريخه بالقلمِ الأحمر على ظهر الـ calendar ..
هذا القلمُ الأحمر , حين أرى خطوطَه حول أو تحت أو فوق عبارات أو رسوم معينة أعرفُ أنها استثنائية و جديرةٌ بوضعها في بهو الذاكرة كإنجازات أفتخر بها أو هزائم أعتبرُ منها , و لأصدقكم القول أنا لم أستخدم هذا اللون إلاّ مرتَين , مرةً لأؤطر به تاريخ اليوم الذي التقيتُ به رضا ( ذلك الشاب الذي لا أدري لمَ أحبَّ قلبي حتى ظنَّهُ لعبة فصار كل مرة يبتكرُ أسلوبًا جديدًا للعبثِ به ) و مرةً لأرسم به دائرة ( كنوعٍ من التغيير ) حول تاريخ اليوم الذي شربَت فيه عيني ولآخر مرة مبنى الكلّيّة و جمهور الطلبة و حرارة ذلك المكان المُقفر الذي درستُ به قبل أن تشرَق بدمعتِها و يختلطَ طعمُ الذكرى بطعمِ البكاء ثمّ أربّتَ عليها و ذلك بإغماضِها طول الطريق وكأني أقول لها : " قد ترَينَها من جديدٍ في الجنة " .. ثم أتبعتُها ( بحكم العادة ) بـ " آآآمين ! ".
يومان حزينَان ولكن الحزن يختلف من مقامٍ إلى مقام ,
فمن سخرياتِ اليوم الأول أني كنتُ سعيدةً فيه و لكن تعريف السعادة نسبيّ دائمًا وأنا لم أُذكِّر نفسي بهذا الأمر حين جلستُ قبالةَ رضا و الضحكةُ تمزّقُ وجنتَيّ بشساعتِها , لم أتذكّر حينها أنّ الحبّ كالسمكةِ الكبيرة لابدّ أن تلتهم القلب الأكبر, و لأنّ قلبي كان أكبَر التهمَهُ الحبّ .. حُبُّ رضا الذي أظنُّ أنهُ لم يخسر في هذا الحبّ أكثر من ثمنِ القهوة المرة التي كان يجعلني أنتظر ارتشافَها بقربِه 4 مراتٍ في الشهر , قبل أن يتضاءل العدد و يصير بين كل لقاءٍ و لقاء فصلٌ كامل و أحيانًا أكثر .
كان الفرحُ بقُربه طاعنًا في السذاجة حتى ظننتُ أنّ الله أرسل لي هذا الرجل حتى أرمي على عاتقِه وحدتي و آلامي و أشعر بلذَّة المشي في دروب الحياة و في حوزتي شيءٌ خفيف الوزن عظيمُ المعنى ... كالحب !
اليوم حين أنظرُ إلى ذلك التاريخ , إلى أرقامه التي تبدو مشوّهَة و الإطار الأحمر , أتساءل و كلّي دهشَة : " كيف ضحكت؟ كيف أضحكني رضا؟ كيف أسعدني رضا؟ كيف كنتُ أنتظرُه و كيف لم أشعر وأنا أرتشفُ تلك القهوة بقُربِه أنها مجردُ قسطٍ يسدّدُ به رضا ثمن قلبي ؟ "
حتى الإطار نفسُه تغير معناه فأنا حين وضعتُه كنتُ سعيدة بهذا التاريخ , و اليوم حين أراه أجهشُ ببكاءٍ صامت وحدي أسمعُه . أُحاولُ بشتّى السبُل خلعَه بالممحاة و لكن الممحاة تهابُ هذا اللون بالذات لذا كلما فركتُ بها الإطار امتقعَت عجزًا و غمسَتني في عجزٍ أعظم.
وكنتُ أرضخ لانتصارِ ذلك الرجُل الذي تعامل مع قلبي كلُعبة حتى في آخر يوم لأنهُ رمى به ثمّ بكل بساطة اعتذَر و قال " حظًّا موفقًا " ... كان هذا الدعاء البارد أشبهَ بصدقَة أو تعبيرًا عن شفقَة توارى خلفها يقينهُ بأنّهُ أخطأ في اختياري منذُ البدء

 

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي غير متصل   رد مع اقتباس