جالسٌ في عتمة الضّوء , والغربة مسنّنة تأكل الوقت المتراكم في جبيني لتجعلني ضحية للزفر الآخر , هُناك في سالف ما لم يحتضرني عند ضيّق الأفق , ارتِّلُ أصواتا ً مِن هجراتٍ سلبيَّة إلى رأسي الهَرم , أدعوه لنبش الغريزة الملتوية , لنحظى بقهوة الامتناع , نشرب الوله المقفَّى بلا وَزن , نستعير من أدراج الهواء بضع هرب إلى الاستواء , نفقه تأليف أناشيدٍ لساعة الغضب , واللَّهو حاضرٌ مع الصَّمت , كلّ شيء يركض بتعب الوقوف , يحتسينا البهاء الممتزج بالنواح , بضع أسئلة متناثرة , وأجوبة عمياء قاتمة , ما حالنا إذ لا حال لنا , إلا أنّ الخريف في القلوب يهوى ضياع السبيل , وكيف بنا مِن صيغة إن جانبنا عكسٌ بغيض الطَّلعة , فلا يدرينا ونحن الأناة المحضة التي تعبق بدماء الحِراب , لا تستعجل فينا مروءة التَّضحية , فالقَتل حلال في الجَوَى , يستأهل عصمتنا لنمضي , وغدنا يتبرَّج بالضَّحك , الضَّحك السخيف لصورتنا , دعك يا وَطني القلبيّ مِن أتراح المناجاة في العقل , ذاك الأصمّ الذي يشرد إلى الأعلى في سقطاته , ماكرٌ إلى هباءه المنتظر .!