في المنافي البعيدة لشجنه \ يمتد الحنين كل ليلة يطوي مسافة الطريق اليها\تتنصل الاوقات من دقائقها\ وروحه يتعامد فيها الحزن البليغ\يقف تحت عمود نور\يفكر في انهاء هذا العناء الهابط عليه من سماوات بعيدة\يخرج لفافة التبغ\يحشرها في فيه\ويمضي فيه لاهبا الحنين ذاته\ثمة اغنية تصعد على حنجرته\يحاول تبديد الملل والعبور الى نواحي اخرى لاتتواجد فيها\اقترب من المشفى التي تعمل بها فكر في زيارتها او التظاهر بانه مريض\حين كان في الردهة استفاق فيه الشعور بالحنين اليها بشكل كبير
\اخرج لفافة تبغ جديدة وراح يدخن \نبهه الممرض بان هذا السلوك في المستشفيات ممنوع
تقابل معها وجها لوجه تعانقت الفرحة فيه\صمتت \سحبت السيجارة بعناية من بين انامله \اخذت معطفها\في الخارج كان يحدثها باستمرار عن الزهور وكانت تحدثه عن عبور جديد اليها \واذ ذاك كا يمشيان في درب واحد ذي عبور مختلف.
ز