نافذة

[صالح بحرق]

في النافذة طوى فضوله وهم بان ينام .. ماذا يجدي ان يظل عالقا بها؟ فكر قليلا واطفأ النور
بيد ان نافذة خالية انفتحت له في افق ذاكرته وراح يطل منها على الاشياء..
كانت تهب له مساءلات الزمان والمكان وتفرد ابوابها على زجاج القلب..
اخلى سترته
ورمى بجواربه
وقذف بالجريدة..
وراح يتأمل مشهد الحياة من نافذة في القلب .. خالية..
هبت نسائم الليل.. وقف مذعورا على مشهد افتقده .. يوم كان برفقتها في محطة القطار.. امسك بيديها ترجاها الا تذهب
كان الافق يصطبغ بدموعه وشوقه الملتهب..
ولكنها رحلت خلف غيم باهت .
يسائل النوافذ اليوم عن رحيلها ولايجد الجواب
لكن..
من نافذة في القلب.. في هذه الليلة امكنه ان يمسك بخيط الاجابة
لكنها لاتواتيه الا على غبش من الذكرى
ومن نافذة خالية من كل شوق..

 

[نادرة عبدالحي]

الكاتب والقاص صالح بحرق
أيها المطر المنهمر على أرض أبعاد لا نمل هذه الإطلالة الرائعة

من نافذة في القلب

نحتاج لها فعلا هذه النافذة القلبية
أنستطيع بناء غرفة بلا نافذة وباب ؟؟؟
طبعا لا

ومن نافذة خالية من كل شوق

فعلا أيها الكاتب الكريم حياة الإنسان تمتلىء بنوافذ
بعضها يدخل الهواء للرئتين وتستمر من خلاله الحياة
وبعضها مُغلق نتركه على حاله لربما لانه يجلب الحزن
.....
وجداااااا ألمني أنها رحلت
لاننا لا نستطيع إيجاد المحبة كل يوم
إنما هي هدية من خالقنا متى وضعها بدخلنا لا يمكن للقلب ان يرفضها

 

[صالح بحرق]

اضحت فكرة الفناء تداهمه منذ وقت طويل وتندغم بالاحساس بالموت \وكان يحلو له البقاء في الاماكن المهجورة والمرتفعة \ويحلم بالخلاص من اشباح تطارده ويعتقد ان التلاشي والفناء هو رغبة الانسان الحقيقية .
كان لاشتغاله بالفلسفة في الجامعة دور كبير في التعايش مع هذا الفكرالذي كان يدفعه الى الخلوة والابتعاد عن الضوضاء والمدينة.
وعلى جدار مرتفع في بناية قديمة كنت تلمحه في الصباح يناشد روحه الخلاص من قذارة العالم.
لاينبيء هندامه على انه شخص مضطرب\فهو يرتدي بزة انيقة\ويخطو بثقة في الدرب
في ذلك الصباح نظر الى المدينة اسفله وروحه تهيم في عالم الفناء اللامتناهي\وكان يعتقد ان بؤس الانسان تصنعه المدن الكبيرة\انها تأخذ منه كل شيء..حلمه\ وامانيه\ والحبيبة\وكانت فكرة الخلاص تبدو له نهاية حتمية لتناقضاته\وكان يود ان يلقي بجسده من عل لتذوب روحه في الفناء الابدي.
وتلتحم بامانيها...
كان الدرس في الجامعة عن فكرة الموت في الفلسفات القديمة وعن الفناء
اخذ يلقي الدرس وروحه تتوق الى الخلاص من براثن الحياة
وفي المساء كان يتتبع البنايات الشاهقة ليلامس حلمه
بعيدا عن المدينة