اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية المرزوقي
لما قرأت لمن تفاخر باليمن
اسفي: فهل نغدو كجنات العدن
هي كل أرض الله أنى بوركــــــت
هي لابن آدم كيف يسقيها المحن ؟
أستاذي و سيدي الشاعر اليماني الجميل
و من لا يعشق اليمن و نقاء القلوب السمحة هناك
الباقيات على الفطرة بعيدا عن جور التمدن و لهاث المصالح
ما زلنا نعشق الناس تصويرا لتلك القلوب
ما زلنا و سنبقى نعشق اليمن و أهلها رغم كل شيء
و كلنا رجاء أن يعودوا لأنفسهم عودا جميلا
بخير من يسوسونهم و يعينونهم على تلك العودة
الحب باق لا يبور
،
سعدت بمرأى الأبيات و تغنيت في دوحها
سلمت الأنامل
مرت سعيدة من هنا المرزوقية نادية
بانتظار جميل ما تجودون به سريعا
دمت بصحة و عافية
|
مرحبا بك يا نادية بلا حدود.
أشكر لك خالص وُدًّك النبيل و حضورك الجميل كذلك .. فقد أصبح -و للأسف- قسم الفصيح شِبْهَ مهجور..
و لا أدري سبب إعراض الكثير عن المشاركة فيه و إثراءه بالجديد من الشعر ؛ سواء الشعراء و الشاعرات أو غيرهم.
اليمن يا أختاهُ -مع بالغ الأسى - فقدتْ مكانتها التي يجب أن تكونها بين العرب ، و لا يجدينا نفعاً التغني بالماضي و التاريخ إلا من باب العزاء للنفس و السلوة ليس إلا.. أو قد يجد الشاعر في الماضي مادة خصبة لرعْي القوافي في حماه.
[poem=font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نحن الأُلى سطروا التاريخ تحمله=عبر الزمان إلينا الشمسُ و القمرُ
كنا نراغم عين الشمس معرفةً=حتى أتتنا نواصي المجد تعتذر
فما لنا اليوم يا قومي نُهدِّمُ ما=لو كان للغربِ عُشْرٍ منه لافتخروا
ماضٍ من الفجر أطفأنا مشاعله=كي نستضيءَ بداجٍ ما له شررُ
كنا نصرِّفُ للأفعالِ أزمنةً=أُخرى و لكنَّ هذا الجيلَ يختصِرُ
"كنا" و "كانوا".. شعاراتٌ مظللةُ =للجيلِ يبعثها الإخفاقُ و الخورُ
يا موطنَ الضادِ هَلاَّ أتْقَنَتْ لُغتِي=فَنَّ "المُضارعِ" .. أم أْفَعَالُها خَبَرُ !!؟
ما لي أرى لغةَ الأجيال تلعَنُنَا=و نحن نُطْرِقُ في صمْتٍ ... و نعتذرُ
دعوا الجدود رقودا في مقابرهم=و استلهموا العزمَ مما فاتَ و اعتبروا
نسابق الدهرَ تأريخاً و مُنْتَسَبَاً=و نبعثُ الرِّمَمَ الثكلى و نفتخرُ
ننازعُ الحِقَبَ الصماءَ منطقها=و نرتدي حُلة الماضي و نتزرُ
و إن نظرتُ إلى عصري وجدتُ أسىً =يقتاتُ من كبد الماضي و يحتضرُ
يا من يفاخرُ بالماضي و يسرقه=دع ما لغيرك و اظفر مثلما ظفروا
و قل أنا الشبلُ ذاك الجدُ لي أسدٌ=و كلنا في سماءِ المجدِ ننتشرُ
سلالةٌ من لُجينِ الدهرِ نضَّدها=كفُّ الإباءِ و أغلا فرعها القدرُ
و قل : حرامٌ على عينيَّ غمضتها=إن لم يكُنْ لي بقرءآن المدى سورُ
و قل سأصنع فجري ساطعاً بيدي=و أسحقُ الليلَ حتى يبزُغَ القمرُ
إن لم أشابه أبي في كل سيرته=أمُتْ من القهرِ ... أو أمضي و أنتحرُ
غدا ستختلق الأقدارُ في وطني=جيلا تسيرُ به الركبان و السيرُ[/poem]
أحيانا يا نادية يخضع مصير الشعوب لاجتماعات في غُرَف مظلمة يتم فيها بيع و شراء مقدراتها و مصيرها ..
نحن كذلك يا نادية..
اليمن ليست دولة فقيرة كما يتوهم البعض أو يتخيل.. اليمن تجثم فوق ثروة هائلة من النفط و الغاز ، ناهيك عن الزراعة و السياحة فهي بلد تزخر بالآثار التاريخية نظراً لتاريخها الغابر المجيد.
و يكفيها ثراء ترامي سواحلها البحرية الغنية بالثروة السمكية ، و فيها معادن ثمينة ، و يكفي أن مضيق باب المندب لا يبعد عن المياه الدولية إلا بضعة كيلوهات... و لو أحسن الساسةُ قيادتها و تخلصوا من العمالة و الولاء لبعض القوى الإقليمية التي ترى في سمو اليمن دنوا لها لكانت اليمن في مصاف الدول ذات الثراء الفاحش .
و لا أن اليمن تفتقر إلى العقول أو الكفاءات أو القدرات البشرية ، فنحن نعلم جميعا كمسلين من خلال أحاديث المناقب و الفضائل أن اليمنيين أهل حكمة و فطنة و رأي.. و هم الشعب الوحيد الذي جمع بين الحكمة و رصانة العقل مع رقة القلب و رأفته كما هو معلوم من صحيح الأخبار.
اليمن تفتقر يا عزيزتي الكريمة إلى التمرد الكامل على كل خائنٍ عميل لا يرقب في شعبه إلاًّ ولا ذمة. و و فوق ذلك يجب أن تحاكم و تلعن كل من تسبب في جعلها اضحوكةً بين الشعوب.
و طالما كنتُ أقول لبعض الأصحاب : إني أرى أن سنة التداول للقوى و الحضارات قد أوشكت أن تحُلَّ على ترابنا لأننا سُلبنا على أيدي حكامنا المأجورين العملاء الخونة تاريخنا و ثرواتنا و تم تجهيلنا و قتل التعليم و الصحة و كثيرٍ من مقومات الحياة المدنية المستقرة.
و إن الله كما عهدناه حكيما عادلا و قد تعودنا من من سننه الكونية المصيرية في حياة الشعوب أنه لا يجمع على الشعوب و الحضارات و الدول بل و حتى الأفراد بين عسرٍ و أخيه على أكثر من 100 سنة . إلا و يجعل الأعلا أدنى و الأدنى أعلا بتهيئة الأسباب و الظروف لذلك الإنتقال و التداول.
قال نبي الله صلى الله عليه و اله و سم حين وجد الصحابة من تأخر ناقته القصواء في السباق : ( "حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعهُ" )
(سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلا).
و إن غداً لناظره قريبُ.
شكرا يا نادية على جمال حروفك و روحك.