متجدد
(ما لكم لا ترجون لله وقارا)
(و الشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ) ... جزء من دعاء ورد عن نبي الله صلى الله عليه و آله و سلم.
قال الخضر لنبي الله موسى عليهما السلام :
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا . وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا . فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا . وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )
لاحظ:
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُأَنْ أَعِيبَهَا).. الفعلُ هنا إتلافٌ و خرق للسفينة فنسب الفعل إلى نفسه (فَأَرَدْتُ)
(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا . فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا).. الفعلُ هنا قتلً غلامٍ صغير فنسب الفعل إلى نفسه (فَخَشِينَا) (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا).
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) ... الفعل هنا إصلاحٌ و بناء و ليس هدما أو إتلافاً فنسبه على الله من باب الأدب مع الله في التعبير (فَأَرَادَ رَبُّكَ)
و قالت الجن ( و إنا لا ندري أشرٌ أُرِيْدَ بمن في الأرضِ أم اراد بهم ربهم رشدا) ... في جانب الشر عبر بالفعل المبني للمجهول (أشرٌ أُرِيْدَ بمن في الأرض)، و في جانب الخير عبر بالفعل المبني للمعلوم (أم أراد بهم ربهم رشدا) ...حتى الجن تعرف الأدب مع الله.
مع أن القاعدة العقائدية :
·أفعال العبادِ منسوبةٌ إليهم من باب نسبة الفعل إلى سببه المباشر. (أخرقتها لتغرق أهلها)
·أفعال العباد مخلوقةٌ. (خلقها الله). ( و الله خلقكم و ما تعملون)
·العبادُ و أفعالهم مخلوقون لله... و هم يجرون وفْقَ إرادة الله القدرية الكونية لا الشرعية إلا في الأفعال المشروعة المحبوبة لله.
·و إن كان يصحُ أن نقول: خرق الخضر السفينة لأن الله أراد ذلك و خلق هذا الخرْقَ للسفينة على يد الخضر عليه السلام. و لكن تأدُّبا مع الله ينبغي مراعاة ما سبق.
·لا حُجَّة للجبرية (فرقة كلامية) القائلين بأن العباد مجبورون على أفعالهم ، لأن كون الأفعال مخلوقة فهذا لأن المخلوق هو الذي أحدثها و ما يحدثُ في الوجود فهو مخلوق.
·ليس في أفعال الله و اقداره ما هو شرٌ مطلق ؛ بل هي خيرٌ على الإجمال و العموم. و لكن لقِصَرِ إدراك البشر ينظرون لها من جانب واحد فيتوهمون أن بعضها شرٌ و ليس الأمر كذلك.
فخرْق الخضر عليه السلام للسفينة شرٌ من جهة الإتلاف و لكنه خير من جهة أن وراء السفينة و ركابها ملكٌ يأخذ كل سفينة صالحة غصبا.. فهو شرٌ من جهة خير من جهة أخرى. و على هذا فقِسْ
و من الآداب المتعلقة بمقام الرب سبحانه و تعالى و تحضرني الآن :
التعبير في الإعراب عن الإسم الذي وقع عليه الفعل أو ما هو في حكمه بالمفعول به إذا كان الإسم هو إسمٌ من اسماء الله تعالى.. كما في المثال التالي:
يحبون الله:
يحبون فعل و فاعل و "الله " لفظ الجلالة منصوب للتعظيم. و لا يقولون "الله لفظ الجلالة مفعول به منصوب"
هكذا تأدَّب النحاة مع أسماء الله .
لا حرمني الله دعوة لي و لأبي ممن مرَّ هنا ...