بعضُ من عرفتْ
(8)
يتمركس بعض الايام يتمسلم بعض الايام
ويصــاحب كل الحــكام و بسطعشر ملّــه
احمد فؤاد نجم
عثمــان ( زميلي في المعهد والوظيفه )
عرفته ضمن كوكبة من الطلبه تزاملنا جميعا في معهد فني التحقت به بعد رحلة الدراسه ليؤهلني لوظيفة اعتاش منها , مدة الدراسه سنه ونصف والتخصص الذي اخترته في مجال الطباعه , وهو تخصص مطلوب
زميلي هذا جاء من جنوب الجزيرة العربيه , تنقل في اكثر من مدينه قبل ان يستقر في الرياض ويدخل المعهد في نفس دورتي , وفيه بدا تعارفنا كرفقاء تخصص وفصل , واثناء تواجدنا في رحلة الدراسه لم يكن لي به احتكاك اكثر مايتطلبه رفقة مكان ووقت , فلم يكن في شخصيته وطباعه مايحفّز على اكثر من ذلك , ولم اكن وحدي في هذا فقد لاحظت ان اغلب الطلبه لايجالسوه , في طبعه شيء من الغموض وحين يتحدث فأسلوبه استعراضي يبعث على الأشمئزاز , لذلك اجتنبه الطلبه وتوجسوه .
بعد رحلة الدراسه , اخذت راحة شهر ابحث فيها عن الجهة التي تناسبني وكانت الجهات في حينها كثيره وكل شيء متوفر , لذلك منحت نفسي بعض الدلع الأختياري , وانتهى بي المطاف الى وظيفة مدنيه في احدى الجهات الحكوميه التي تقبل تخصصي , وبعد ان باشرت وظيفتي , فوجئت به امامي فقد التحق بالوظيفه قبل مجيئي !
ومالم اهتم به في الدراسه فرضته علي ظروف العمل .
خلال سنوات طويله من الزماله الوظيفيه عرفته اكثر من مواقف عديده وحوارات كثيره بيني وبينه او مع بقية الزملاء , لديه احساس داخلي بالغربه , وكأنه ليس من وطن واحد انتقل من مدينة لأخرى , فهو دائم الشك في الناس , طريقته في التعامل ميكافيليه فالغاية عنده تبرر الوسيله وفي سبيل الوصول الى غايته لامانع عنده ان يعمل اي شيء للوصول الى هدفه حتى لو كان على حساب الغير !
يميل بحسب اتجاه الريح , يتلون بحسب المجموعة التي يكون معها , فإن رآهم يميلون الى الغناء تراه يغني ويحفظ ويسابقهم المعرفه في هذا كي لايكون بحسب اعتقاده اقل منهم او غريبا عنهم !
وحين تدور الايام وتفرض الظروف هدفا آخر عن طريق الدين , يطيل اللحية ويسابق الجميع للمسجد! يتصيد اخطاء الآخرين كي يتمكن منهم ويستخرج مايبتغيه من خلال مايراه قد امسكه عليهم من مستند او معلومه يساوم عليها ؟!
ورغم طول سنين الزماله الوظيفيه لم ارَ له صديق او حبيب , الكثير تصادم معه واختلف معه بل وكره وجوده في نفس مكان تواجده, لكنها ظروف العمل احيانا تفرض عليك من لا تطيقه او ترتاح له ؟! فلا اذكر له موقفا طيبا معي او مع سواي , كان يجيد لعبة الدسائس والمؤامرات ويغتاض من نجاحات الأخرين , مليء بالتناقضات فلا تعرف له بداية او نهايه , والخير في البعد عنه وهجر معرفته .
دامت زمالتنا طوال زمن الوظيفه اكثر من ثلاثة عقود حتى تقاعدت برغبتي , وطويت واحدة من صفحات حياتي مع واحد ممن عرفتهم لاأذكر منه الا كل امر قبيح .
القادم ((*( أبـــيْ ))*)