منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قبلة على فمِ العدوّ
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2013, 02:44 AM   #2
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

الصورة الرمزية سارة النمس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

سارة النمس سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي



وصلت أخيرًا ، و كان " إيزرا " في إنتظاري رفقة صديقته " ديفا " ، عانقني مغازلاً و قال أنني أجمل من " إيما " بكثير ، حاذفًا حرف " النون " بدهاء ، فأجبت بعد أن نفثت بوجهه دخان السيجارة التي كانت بين شفتيّ :
- من هي إيما ؟ لا أعرفها ؟ ثم أنا لا أحب أن تقارنني بأية امرأة أخرى . . خذني إلى الفندق
- ألا تريدين أن تذهبي في جولة من أجل التعرف على إسرائيل ؟
- بعد أن أستحم ، أنا مرهقة جدّا و لكنني أحبها من الآن ، إسرائيل هي عروس الشرق الأوسط ، ما ينقصها هو قدرٌ أكبر من السلام ، كان عليكم أن تطردوا هؤلاء الدخلاء ليذوقوا طعم التشرد الذي تذوقتموه طيلة هذه السنوات
- لن نطردهم ، و لكن سنبيدهم كما يباد الذباب . . سنواتٌ أخرى و ستكون كل هذه الأرض لنا ، هناك مجهودات جديرة بالإحترام من أجل توسيع الإستيطان أكثر ، ليعود كل إسرائيلي إلى أرضه . و لن تكون هناك قدسٌ شرقية و قدس غربية ، لقد سئمنا هذا التقسيم و سنستعيد القدس كلّها لتكون لكل اليهوديين
- بالتوفيق . . . ما اسم المنطقة التي سأقيم فيها ؟
- " الرملة " . . ستعجبكِ كثيرًا مونيك ، هي من أقدم المدن في إسرائيل ، تبعد عن القدس ب 38 كلم
- أها حسنًا .
انطلقت السيارة ، و أنا أفكر بكل شيء ، بكل ما حدث و ما سيحدث ، بهذه المغامرة التي لم أتخيل بعمري أنني سأخوضها ذات يوم ، و فورما ترجلّت رفيقته من السيارة ، وجدتني أسأله أخيرًا عن " حازم " :
- ألن يأتي صديقك ؟
- إيثان سيوافينا بالسهرة
- أنا لست أقصد إيثان
- امممممم . . . لا أظنه سيأتي ، هو مشغول جدّا يا مونيك
- هل يعلمُ أنني هنا ؟
- بكل تأكيد
- هل ندمتِ لأنكِ أتيت و سترحلين دون أن تريه
- توقعت ألاّ أراه . . لم أتفاجأ
- ليس مسموحًا لي أن أصلي في " الأقصى " . . رغم أنني
- ليس مسموحًا . . . . " قاطعني "
- لا بأس . . أتفهم ، لكن لما " الرملة " و ليس غيرها ؟
- لأنّ الفندق الذي ستقيمين فيه لصديق لنا ، و ستكونين ضيفة لبضع ساعات فحسب ، اسمكِ لن يدوّن كماكثة
- فهمت
- هل أحضرتِ " الكتاب " ؟
- و هل بوسعي أن آتي من دونه ؟
- هاتيه
- الآن ؟
- نعم عندما تنزلين ، ستسلمين عليّ و تعطيني الكتاب
- ماذا عن المهمة الثانية ؟
- مثلما شرحوا لكِ بباريس ، لم تتغير الخطة ، بعد منتصف الليل سنلتقي و سآخذك إلى " الملهى الليلي " سيأتي " إيثان و أصحابه
- كلهم جنود اسرائيليون ؟
- و لما تسألين ؟ لن يكون بالملهى أطفال على أية حال
- نعم ، معك حق

يتبع . .

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس