منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قبلة على فمِ العدوّ
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2013, 03:01 AM   #4
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

الصورة الرمزية سارة النمس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

سارة النمس سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي




الوهلة الأولى عند اللقاء ، لم يتعرف عليّ :
- أنتِ حبيبتي مونيك ؟
- بدمها و لحمها
- لقد تغيرتِ . .
- " نيو لوك " . . مللت من نفسي ، أنت تعلم أنني امرأة متجددة ، ألم يعجبك شكلي الجديد ؟
- بالعكس تبدين فاتنة
- ما رأيكِ بإسرائيل
- آاه يا إلهي إنها من أجمل المدن بالعالم ، و لكن لن يتسنى لي الوقت بالمكوث أطول ، فأنا أخذت إجازة قصيرة كما تعلم ، هل نذهب للملهى ؟
- بالطبع و لكن قبل أن نذهب أريد أن أتحدث معكِ بموضوع مهم

جذبني من يدي و انفرد بي عن أصدقائه ، ثم فاجأني بموقف لم أنتظره ، على الطريقة الأمريكية ركع على ركبة واحدة و أخرج خاتمًا من جيبه و عرض عليّ الزواج ، في لحظة صادمة كهذه ، انتباني الغثيان ، التقزز و الإشمئزاز ، لم أصدق ما حدث فأنا خططت لكل شيء ، إلا لموقف كهذا ، تسارعت نبضات القلب في صدري ، و جفّ الريق من فمي و كدتُ أن أقول له " لا " عندما نظرت إلى " إيزرا " الذي كان يشاهد كل شيء على بعد أمتار منا ، أغمض عينيه في حركة سريعة و فتحهما مجددا يوحي إليّ بأن أقبل عرضه ، و بعد دقائق من التفكير و الدهشة أجبت :

- مونيك ، أنا أحبكِ و أريدكِ زوجة لي
- ..................................
- أرجوكِ إقبلي و اجعلي مني رجلاً سعيدًا
- نعم . .......... .........بكل تأكيد

نهض عن الأرض ، و ألبسني الخاتم بيدين مرتجفتين على صوت تصفيق أصدقائه و المارة ، و في لحظة خاطفة أخرى ، طبع قبلة على شفتيّ ، و أغمضت عيني ليس استمتاعًا و لكن رغبة في الموت ، آخر ما انتظرته قبلة من إسرائيلي ، كنت على وشك أن أتقيأ على وجهه ، و أفضح اشمئزازي و ازدرائي ، و لكنني تمالكت نفسي ، عندما وجدت نفسي بين أحضان إيزرا ، الذي خطفني من أحضانه كي يهنئني :

- ألف مبرووك ، يا لحظك السعيد يا إيثان لقد حظيت بامرأة فائقة الجمال و الذكاء ، دعني أهنئها و أهنئك

هنّأني أولاً ، و كأنه يواسيني و يعزيني على هذه الفاجعة التي لم نحسب لها حسابًا ، ثم عانقه بحرارة و على نهجه فعل باقي الأصدقاء ، كانوا يصرخون بلغة عبرية ، يسخرون منه و يلكمونه ببطنه على صعيد المزاح ، و بعد هذه التهنئة ، انسحب إيزرا قائلاً أن عليه الانسحاب لأنه على موعد مع حبيبته في شقته ، و طلب منا أن نسارع في الاحتفال و هكذا فعلنا ، و ركبنا السيارة مجددا من أجل الوصول إلى الملهى ، لا أحد بوسعه أن يحدس أنّ في حقيبتي البنية من الجلد الخالص كمية متفجرات ستودي بهم جميعًا إلى الموت ، ساعة أخرى و ينتهي كل شيء

- مونيك حبيبتي ، اسمعي هذه الأغنية و سأشرحها لكِ
- أنغام رائعة !
- الأغنية تقول . . أنا متعب جدّا ، حان الوقت لأعود إلى إسرائيل و أتزوج حبيبتي
- لعنة الله عليكم . . " لعنتهم بيني و بين نفسي "

يتبع . . .

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس