منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مستهلك أم صانع و إلى متى ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2014, 11:21 AM   #1
نادية المرزوقي
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية نادية المرزوقي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 8874

نادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعةنادية المرزوقي لديها سمعة وراء السمعة

Lightbulb مستهلك أم صانع و إلى متى ..!


cإن الانسان في مسيرة وجوده على الأرض، دمر الكثير من المعاني التي كانت بين يديه دانية شهية موهوبة، و أفسد مدلولها؛ فأصبح في حاجة، و جوع كبير إلى استبدال الكلمات و تزيين اشكالها، فزاد في أسفاره على نفسه البعد و الشقة.



بيد يهدم ما عنده و بيد أخرى يستجدي غيرها مضطرا. فحين ارتبطت مفردة: التأديب مثلا بالضرب و القسوة و أشكال العنف الأسري، ارتباطا وثيقا؛استبدلناه مضطرين، بتطوير الذات؛كي يطبقه على نفسه من يستخدمه بتلك الطريقة العنيفة المتطرفة،و يتقبلها مسرورا بلا حرج و لا حساسية،كارتقاء بجديد و موضة تمثل له الرفاهية و الارتقاء، في جميع مجالات الحياة التي يحتاجها،حيث أن التأديب يترافق مع التعليم و كلاهما مستمران لحظة بلحظة مع العقل و القلب لتستقيم بهما الجوارح و ليس عملية مؤقتة و لا مختصرة على البعض دون البعض و لا مجال دون آخر، كما هو السائد و المعلوم في المجتمع.



و حين ارتبطت مثلا :المحاضرات التربوية و التوجيهات الثقافية، بتطرف بعض من أسندوا إلى أنفسهم الاسلام، و الدين، أيضا أصبحت منبوذة و مجانية القيمة و المعنى عند الكثيرين، تلك المجانية التي لا يلهث خلفها المستغلون للمجانيات في عالم المادة و المصلحة البشرية في كافة احتياجاتهم العصرية.



لندفع المال لبرامج و تدريبات و ورش عمل، تحيي الاخلاق ، و تشحذ موات الفكر، و تنفض الرفات عن فتات الهمم،تحت مسمى الاتيكيت و غيرها من لاتينية اللغات الأخرى غير العربية و غير التي يستخدمها المسلمون أو بالأحرى غير التي شوهوها و نفروا أنفسهم و الناس منها،



تلك البرامج المستحدثة التي هي أساسا تشريعاتها و أنبل طرائقها كلهما مستمدة من السيرة النبوية، والارشادات الالهية في تعامل العبد مع ربه، ثم بينه و بين الناس، ثم بينه و بين البيئة المحيطة و العالم أجمع من حوله و كل عناصره من حيوات و جمادات.



هكذا صرنا مضطرين عوضا عن بناء نماذج إنسانية تشيح غلالات المفاهيم السيئة و تعيد للقيم و المبادئ الاصيلة رونقها من ثم ترسخها بصورتها الأجمل؛لصعوبة ذلك،



أجبرنا في عالم الاستهلاك و الانبهار بما لدن العالم الآخر، إلى تبديل المفردات بالمفردات الغربية الدخيلة على اخلاقياتنا اليومية المستهلكة لحد النفور و العطش للجديد و المستورد ككل

ادواتنا الاستهلاكية و غير المعترف بها حاليا لنجذب الناس إلى التسامي بنفسها الأجملــ و الأكمل



عودة إلى المفقودات لكن خارج اطار ما ينفرون منه تماشيا مع ما صاروا ينجذبون إليه

و يمدون أعينهم إليه يوما بعد يوم بلا انتباه و بكل عمى و بلا وعي.



أتساءل بعد 2014 ..هل يخلق جيل قوي يعيد للقديم هيبته؛محافظا على الهوية الاصيلة في استخدام المفردات اللغوية، و يعيد هدم و بناء نفسه على مكنونات محدودة و لكن قيمة دون اللجوء إلى الاستيراد الطاغي باستمرار.





( و لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه و رزق ربك خير و أبقى )



اليوم :

بقلم : نون المرزوقي

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و أسمى الأمل، الأمل بالله وحده لا شريك له،
و أزكى التفاؤل : الاستغفار
طوبى لمن ملأ صحيفته منه
(وما كان الله معذبهم و هم يستغفرون)


نادية المرزوقي غير متصل   رد مع اقتباس