فى وسط هذا السكون العجيب المخيم حمل إلىّ نسيم الليل الهادئ صوت موسيقى ناعمة هادئة، تنبعث فى أجواء الفضاء كأنها نفس من الفردوس أو نغمة من السماء، وأحسست بالنغم الجميل ينفذ إلى نفسى فى لين لظاها كأنما هى كف رطبة ندية تمسح بحنان رأس محمومة التهب لظاها واحتدم سعيرها.
وكان اللحن يصل إلى أذنى خافتا كالضوء الشاحب.. والشعاع الكليل والقبس الواهن.. كان يصل إلىّ مترنحا متقطعا، ذوّب النسيم أوصاله، ورقق أعطافه، فانساب إلى النفس كأنه فتات من أصوات الملائكة، أو كأنه عطر لنغم فياض أو مسحوق للحن طرب، انتشرت ذراته فى الهواء.. وتسللت إلى الصدور.. واستقرت فى الحنايا.. واختلطت بشغاف القلب.
يوسف السباعى - أغنيات
مودتي