أختي المكرمة أ. نادرة عبد الحي .
رمضان مبارك عليكم و على كل فلسطين الحبيبة .
بكل أسف تحوَّل لقب حلب من أم المحاشي و الكبب إلى ( أم القنابل و الحروب و التعب )
فلا حول و لا قوة إلّا بالله العليّ العظيم .
أمّا الفوارق بين رمضانات حلب في أيامها القديمة و الحديثة فهي كثيرة جداً , كما هي الحال التي تبدلت في معظم مفاصل الحياة , لكنَّ أشد ما يشدني الشوق له هو صوت مدفع رمضان الذي افتقدناه منذ سنوات ما قبل الأزمة الراهنة , و أبدلنا المتحاربون ذاك الصوت المرتبط بأطيب الأوقات بأصوات كل المدافع و الرصاص و القنابل و البراميل المتفجرة...
كما أحن إلى فرحتنا و نحن أطفال بشراء الحلويات الخاصة بالأطفال و نخبئها حتى موعد الإفطار , و كنّا نسمِّيها ( فطورية ) , و كم كانت ذات طعمٍ لذيذٍ آنذاك !
و أشتاق كثيراً جداً إلى روح الأُلفة و الود بين بيوت أهل الحيّ جميعاً عندما كنّا نرى - قبيل الأذان بقليل - أطباق الأطعمة التي يحملها الأولاد من بيوتهم إلى بيوت الجيران كتبادل للأطعمة لتعمر بها موائد الإفطار عند الجميع .
الحقيقة أنَّ الناس الذين خلعوا عنهم ثوب المحبة و الأُلفة و الود فيما بينهم , يحصدون اليوم هذه الفرقة و التناجز و التباغض و الفُرقة ....
أسأل الله العليَّ العظيم أن يلهمنا بقدرته للسعيّ الحق للأوبة إلى سبيله القويم , لعله يكرمنا بعد ذلك برحمته و لطفه و عفوه و رضاه ..
كل الامتنان لكِ أ. نادرة .