تَعْذيبٌ
(1)
أولئكَ الذينَ كانوا يَتدفَّؤنَ
بنارِ الشِّتاءِ
يَجدونَ شيئاً مُحْزناً:
أنَّنا أقَلْناهمْ.
كانوا يَنْتفخونَ روحاً وجسداً
نتيجةَ دِفءٍ سرْمديٍّ،
لمْ يتغيَّبوا إلا
لِيثْبتوا أنَّ حياتهمْ ساخنةْ.
***
لديْهمْ أقْدامٌ ترْتعدُ برْداً
وعيونُهمْ كذلكَ
ويَحْلمونَ بشهيقٍ
مِنْ أجْلِ نارٍ مُوْحشةٍ
تَكْمنُ أسْفلَ ركامِ طيورٍ
لمْ يَعُدْ لها ريشْ.
(2)
كمْ تَحْرقني النَّارُ!
إنَّها دائماً بعيدةٌ جدَّاً
كأقْصرِ طريقٍ
يُظْهرني مُضْحكاً
لِمُتخيلي الطَّريقْ.
***
قلْ إنَّ الشَّئ الْبشعَ:
كلُّ الأيْدي باردةٌ
والليْلُ يُؤْلمنا
بما أنَّنا نَحْفرُ الأرْضَ
بتهورٍ فظيعٍ
فإنَّنا نُؤْلمُ الليلَ كثيراً.
***
أوهْ!
كلُّ هذي الحياةِ ،
بالْقرْبِ مِنِّي ،
النَّارُ تلْتهبُ...
أتقولُ؟
سأكونُ مُضْحكاً؟
أوهْ! أنْتمْ جميعاً،
ترْتعدونَ ،
تتَجاسرونَ ،
وأنا أقولُ لكمْ :
حياتُنا تَحْترقْ!
*
ترجمة: عاطف محمد عبد المجيد