حين تستيقظ في الصباح وتقرر أن تنقذ العالم عليك فقط أن تكون أنت، أن ترسم نفسك كما تشتهي أن تُرى, أن تبتسم
في وجه الحياة وتخبرها أنك من أولئك الذين يواجهون قسوة هذا العالم بوردة، من تخترقهم القصيدة أسرع من الرصاص
من يحاولون مساعدة الطائرة الورقية على التحليق دون أن يكترثوا كم مرة وقعت فيها على الأرض، من يؤمنون بأن الآلات
الوترية بإمكانها أن تخيط جراح هذه الأرض، وتصل بين أي ضفتين متخاصمتين، من يطلقون سراح الموسيقى في الازدحامات
المرورية بدلا من إطلاق الشتائم على أصحاب العربات الأخرى، من إذا حل الشتاء ضيفًا على قريتهم وارتجفت الشجرة هموا
بنزع قمصانهم ليغطوها، من يؤمنون بأن الحياة لن تكتمل إلا بوجود شريكة رقص، من يؤمنون بأن الطريق ليس للوصول
إلى نقطة ما، الطريق لئلا تقف. من ينظرون للنوافذ على اعتبار أنها مكان مناسب للقفز، من يعتقدون بأن الله يصغي لكلام
الشاعر عن حبيبته في القصيدة أكثر مما يصغي لهم في المنابر وهم يدعون على بعضهم البعض، أنا من أولئك الذين..
الذين.. من هم؟ لا أعلم، لو كنت أعلم من هم .. لما كنت وحيدًا.