سيرةٌ ذائبةٌ لمقبرةِ الملح

[فيصل الرحيّل]

سيرةٌ ذائبةٌ لمقبرةِ الملح

" i "
أقف أمام البحر
مرتعبًا من صوته
وهو يهجم كوحش بري
ليصفع الشاطئ

أرفع أصابعي
لأدفن أذني
فينبشها الموج
مسلحًا بصراخ واستغاثات
جميع من غرقوا ..







" ii"
البحارة
يغنون للبحر
كي تنام
العاصفة ..





" iii"
دموع العاشقات
وراء ملوحة هذا البحر
والمناديل البيضاء
حين هربت
هبطت في القاع
وأمست أصدافًا ..




" iv"
يجرح الغريق
- بأظافره -
خد الماء

لذا
سيبقى البحر
غاضبًا
إلى الأبد ..





" v"
أمي الطيبة
كانت تصلي
كل ليلة
كي تنام عيون الموج
عن سفينة والدي
ولأنني
لا أثق بأن الصلاة مجدية
أذهب كل صباح
إلى الشاطئ
وأحمل حفنة من التراب
في يدي
وألقي بها في البحر
ليغلق عينيه ..

 

[رشا عرابي]

مراكِبُ من مواجِد غارِقة في لُجِّ إبداع

وللمركب الأخير فضاءاتٍ عابِقة
بالطُهرِ والوفاءِ

نازِعة اللحظة هنا آسِرة
بوركت أيها المُبدع

تحايا عاطِرة

 

[بلقيس الرشيدي]

أشرَع الإنصاتُ هُنا مَواخِرَ السَفر بَينَ أمواجِ الحرفْ وشَواطِئ الحِبر !
كُل سَطرٍ مليءٌ بِدهشَةِ التَعبِير فَأنبت عَلى أطرافِ لَحظتنا أجنحة كيْ نطِير لِلبعِيد .

سَماءٌ فاخِرة أ.فيصل . حماك الله

 

[محمد سلمان البلوي]

قلتَ، يا أستاذ فيصل، فأسمعتنا بقولك البليغ ما لَمْ تقلْ!
وأريتنا كيف يكونُ الذَّاتيُّ ذائبًا، والبحرُ مقبرةً، والملحُ حلمًا! (ملح >< حلم)


بعض النُّصوص مُمتدَّة وولَّادة؛ وهذا النَّصُّ منها!


أُحيِّيك، وأشكرك، والله يحفظك.

 

[زكيّة سلمان]

هنا عزف منفرد
هدوء طاغي
أحاسيس تطير عالياً
تصدح في السماء
تلكز الغيم
لتمطره
عطرٌ وماء !


فيصل الرحيّل
أبدعت وأدهشت...

 

[عثمان الحاج]

..،
بحر يشكله الخوف،ويكتسب ملوحته من الدمع
وأصدافه من بقايا الوجد ،بالضرورة لا تصفو موارده،
ولا يتشكّل لقرار منظره البهيج لون،
هذا المهرب الكبير،لا يمارس دور العزاء،
فيغدو الصمت علي جانبه مهرب آخر لذكريات الفقد،
أستاذ فيصل الرحيل
هكذا تعلّقت مواسم الفرحة فينا علي الشواطئ
إلي حين آخر..
فبتنا نلتمسها علي فيافي القحط واليباس.
دمت بخير.

 

[مروة عبدالله]

النقي فيصل ..

وكأنكَ تحفر في ذاكرتنا ..
مشهد كامل يبدأ ببزوغ الشمس ..
وينتهي بغروبها واختفاءها في قلب البحر المالح ..

تحيتي علي إبداعكَ ..

 

[عبدالإله المالك]

البحر
يستدعي مدن الملح
البحر دلالة الكدح والعمل والجهد
فالخير فالدر والأصداف واللآلئ
والأسماك
والرق والعبودية فالملح الملح
وعندما تخلع المدن أثوابها مساء وتظهر سمرة الأجساد

جميل هذا يا فيصل
لك التحية