منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قَطَرات مِن ضَوءْ ... الأَمْس
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2015, 08:13 PM   #1
صالحه حسين
( عذبة الروح )

الصورة الرمزية صالحه حسين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

صالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعة

افتراضي قَطَرات مِن ضَوءْ ... الأَمْس


[justify]عندما كان الجَسدُ مُزدحماً بكثيرٍ من العيونِ التي تقْضِمُ بشِفَاهِها قيلُولَة مسَامَاتي ؛ لَمْ أُحْصِ عددَ أَجنَّةِ الحَظِّ السَّيئ التي امْتَلأَتْ بها تِلْك الوسَادة الخَرقَاء التي تُلازِمَني ؛ فَالصُّبح يُغَنِّي.. ويسألُ الرَّبيع وشذى الأقحوان كيف أضحى نسمةً لا تحملُ خمائلَ الأفنان ؟ وكيف غدا بياضه باهتاً يتدثَّرُ بغيمةِ البردان ؟ وكيف يُضَخُّ الهيامُ فوقَ موائدِ
الأشجانِ ويدفعُ ضجيجه داخلي ؛ فاصلةً بين ربكةِ تجاويفِ الرُّوحِ وحقولِ السَّنابلِ في عيني ؟ كيف تصدَّعتْ
مرآتي المملوءة برائحةِ النُّتوءاتِ القديمةِ ؛التي تشهدُ عليها عناكبُ مُحنَّطةً من البيتِ القديمِ ؟.

أحملُ على كتفيَّ الأمسَ ؛ مُتورِّمةً أوداجه ، مُتعرِّجةً أطرافه ذات الأكمام ، وبقايا من وعدٍ بطولِ حياةٍ لا تُضام . بالأمس.. كان الليلُ حاضراً ،

والقمرُ ينقشُ صوراً بقطراتِ ضوئه ؛ ليُقيم لي احتفالاً على جداريَّتي ،وهذا المطرُ
الذي يرتِّبُ زخَّاته على أوراقِ الياسمين ؛ أربكني ! وتوحَّدَ مع الشَّمسِ ؛ ينثرُ السَّرابَ نثراً ؛ ليتوقَّدَ لهاثي ؛ حتى جفَّ ريق خشوعي .

إنها الصَّبابةُ طوتْ أحشائي ، وسقتْ قلبي ألوانَ الحميم ، وماانفكَ قلبي يتدلَّه - والجوى يلهو به - حتى أيقنتُ

أنَّ المشي على صراطكَ ضربٌ من التَّمني ، وأنَّ سخاءَ دائكَ امتلأتْ به جيوب معطفي بالتَّجني . أينكَ منِّي ؟
وقد تورَّقَ جسدي ألماً ؛ يرتعشُ حنيناً ؛ يُغالبُ الشَّوقَ صمتاً وجهراً ،ويلبسني وقاراً .
[/justify]

 

التوقيع

صالحه حسين غير متصل   رد مع اقتباس