منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " مابعــد الطبـــــــول ".........!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2007, 12:36 AM   #1
صُبـــح
( كاتبة )

افتراضي " مابعــد الطبـــــــول ".........!!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







عيون الحضور تحتضن ماحولها !!
تبحث بين أصوات ضربات النعال عن واقع التردد بين حاضرها وأمسها ...
المرسوم بألوان الدم والدمع ...
عناق طويل يجمع بين ترانيم روح وذائقة جسد !!
جموع الحضور تقبّل وجنات روحها الراحلة و عيونه اللؤلؤية معلقة كمصابيح تفحص كآبة الموقف ..!

ينساب ضوء فاشل في الوصول إلى مايختلج بقلبها نحوه !
إقتربت الساعة من صباح يغزل خيوط الخوف ببرود ...
تزرع الطبول واقع المعاناة في خاصرة اللقاء !!


ولا زال التفكير مستمراً ... !
هل بوسع الثلاثة وأربعون ربيعاً أن تحتضن تسعة عشر بجعة بيضاء في آن واحد !!
حبيبات عرقٍ تتراقص فوق جبينها كتذكار لصيف لا يرحم !
بينما يتثاءب الزمن في غفلة محرجة ....
فبعد قليل ستخلع أثوابها الخدرية قانعة امامه !!
و تستقيل راغبة بقشع عذرية الغمامات.


فاليوم,
سيعبث رجلاً بتفاصيلها ، ستتراقص عيونه من درة مخبأةٍ الى اختها ..
اليوم ...
سُتفتح كل الابواب رغماً عن حراسها !
وستكون اليوم بين يديه كالفراشات بين خاصرة الضوء وهشيم الاحتراق ...
كسنبلةٍ تمايلت قرب فم الافعى طرباً فلما ألتهمتها بكت !

غداً ستكون مختلفة ، أنثى تبحث عن صورتها بين قصاصات ورقٍ بالية ...
غداً ستعلن ميلاد أول امرأةٍ ناضجة فتذوب معها ذكريات تلك الاخرى المثقلة بالسكون.
غداً سيكون للفجر صحواً آخر بوسعه مراقصة الليل البهيم !
وبعد غد ستحفر في صدره قبراً جماعياً لها ولذكريات اخرى من البياض !


أما الليلة ...
ستتناثر كالزجاج على وجه فحولته مفجرة كل ماحشو به رأسها ...
ستستسلم بين نيران مأساتها وجحود اعرافهم !!
" ما من حبٍ يأتي قبل الزواج يا بنيتي " سترددها وإن جفل بها لسانها
وستصطنع أغبى مفارقة بين لحن رائحة العود ومجزرة الدم....


الآن,
ستوجد لهذا " الشريك " هنا, فوق قلبها أو حوله
لا يهم ..
حفرة صغيرة كبيرة تدسه !!
أما هو ..فاكتفى بدفن رأسه في صدرها
يشتم خصوبتها مرتجفاً

ويردد لا تخافي ...

يرتعشُ كالعصفور على عشٍ شائك . يزعجُه الوخزُ ولا يقوى على الاعتراض !!
غريباً كحوريةٍ تضطجعُ على بياضٍ مُرتب. ....
عابر سبيل لا يعرف اي الابواب يطرق ...
راقص باليه في حلبة للمصارعة !!
يحدقُ بها بعيني مجهر لا يحد ولا يختزل ...
يوشك على قراءتها وهي المعجم للغةٍ لا يتقنها !!
روحٌ معرّفة بجسد نكرة.... يمضغها الألق في كل عثراتها ...

تقرصها خشونته ...
تنهكها افتعالاته وتفّقده الصارخ لكلها !!
تنتظر منه بادرة رحمة .. وإضاءة نهاية ...

أنسلخ عنها. بادئاً بهجرةِ أنفاسها
تاركاً لملمة الثياب للفوضى. تركها بعد أن غير خرائطها محدداً أن نهايتها بداية إقامته في مدائنها !!
وبالغد ...
باركوا فتوحاته بزهو اللهفة, بينما تواصل هي مسيرة نزاعها ...
وتردد ..

" مامن حبٍ يأتي بعد الزواج يا أمي " ..





بقلم ..

صُبــح



 

التوقيع

العزلة أبرح فسحة للنسيان ... !

صُبـــح غير متصل   رد مع اقتباس