(10)
أنا أتحدث إليكم. أتحدث إليكم جيداً، بشكل جيدٍ و روي. لكنكم لا تدركون حديثي لكم؛ لا قلة في مضيكم و لا ضعفاً في اقتفائكم، إنما لأنكم لا تدركون حديثي إليكم. فلو أنكم أدركتم حديثي إليكم، لكان من الأمور أن تنقلب في جمال. فحين أتحدث جيداً إليكم، أنتم لا تبدون حديثي إليكم بجودته حين تتثرثرون بحديثي اللا جيد إليكم عني؛ مما أبدى لكم سوءًا ما قد كان ليبدو إلا في وهم من أطياف حديثٍ غير جيد اعترى صدى حديثٍ لكم قد شُرع. فأنا حقيقةً من كنت قد تحدثتُ إليكم بما فعلتم، هذا الذي فعلتموه كل على حدة. غير أني لا أرغب بذكره أمام بعضكم، من سوء خجلٍ قد تشعرون به لا أوده في حينكم هذا. لكن فعلاً، كنت أنا ذاك من تحدث لكم و أعمى عنكم بصيرتكم آن فعلتم ما لم تفتعلوه منكم. إلا أني لم أقتصد في حديثي لكم، جال بي من السوء ما قد خشيتُ عنكم مصاباً. أَفلأني خشيتُ عنكم اقترفتُ بؤساً في نفسي، أم لأني تحدثتٌ لكم، كنت في بؤسٍ خشيتُ نفسي منه مصاباً؟ و إن يكن، أيٌ منهما لي سندٌ في مشتكاي عنكم؟ و أيٌ منهما لكم شكوى في سندكم لكم؟