غُربة الحُلُم أشدُّ وقعاً على الرُّوح من الغُربة المكانية..
في حضرة الملامح الدافئة ..
تضيعُ شهقاتُ فجرنا الحزين ..
على لحن الليالي الشماليَّه
يُحاول الفتى العربي أن يستزيد من أصالة عروبته ..
فيتذكَّر تلك التفاصيل المُهَمَّشَةِ ذات كبرياء ..
(لماذا لا نأنَسُ بالدقائق الـ كانتْ تحتضر لترسِمَ لنا المشهد تامَّاً معسولَ النفحات..
رَطِباً بِدماء ذرَّاتِ الهواء والأرض..ونتشدَّقُ بِهِا ساعة الغروب؟)
وحده الإغتراب يبعثُ مُواتَ المكانْ بأضعف الأيمان .
فانُوس المِسَحَّراتي
يُضيءُ ساعة إمساكِ الأحلام عن توارد ظهور..
ويتفجَّر خلف تلك الساحة حكايا ألف ليله وليله
يأخُذ معطفهُ المُثقلِ برائحة التبغ الإنجليزي
يستوقف تلك الحافله إذ لا يقدر على إستئجار تاكسي كما إعتاد أن يفعل في وطنه !
فالعيش في ضنْك التقَشُّف هو زاد المُجاهدين طلباً لوسام العلم
يُشيحُ ببصره عن إيماءاتِ شقراواتِ الجامعة
إذ لا يستطعن أنْ يملأنَ خيالاتِهِ بعد تلكَ النجلاء ..
عفيفة المنْبَتْ ..عريقة الإعتناق ..
لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها
يرمِي بجثَّتِهِ على ذلك المقعد ..
" Hey! Look guys ! We have a new terrorist!"
يرمقهم بنظراتٍ مُهملة ..
فلا يحُّق له الخوض في جِدالٍ حول صائبِ مُعتقده و خائب إعتقادهم
دخل البروفيسور دريسْكول ..
أخذ منه ورقة الإختبار ..
وسطَ خربشاتٍ إنجليزيه إستطاع أن يلمح جملةً دغدغتْ أمْسهُ المُهترئ بالأحزان..
أحسَّ أنها ترجمةٌ لِـ مخبوء لِسانها ضمن حبَّات النبْق :
" You belong To Me"
"
أنْـتَ لِــي "
دانيةٌ قطوفه حين سرْدِ الأحلام في غياهب المنفى/
بدر الحربي
كمْ مِنْ ذكرى ترآءت على مقرُبَة الإنحناء لأخيلة ٍ مماثله !
ببعضِ عَلق .. دوَّنْتُ ما عَلَق منِّي ..
ذاتَ إغترابها الرُّوحْ ..
صباحُكَ حبَّاتُ نبْقٍ .. ما تنطِقُ عن الهَوى ..