حَسناً .. دعني أعقب على ما ذكرته سيدي عن العنوان ..
فـهو من الوهلة الأولى يشكل مادة جاذبة للقارىء ، حينما تقع عيناه على جملة كهذه " أحببت الشيطان في يومٍ ما " ،
يتبادر إلى أذهاننا أن هُناك في جعبة القصة الكثير من التصادمات والصراعات التي جعلت منه يحب شيطانا ، مهما
كان اللفظ رمزاً إلى شيء أخر ، فما الذي قاد الكاتب لأن يُقبب قصته بهكذا لفظ ! ، فلم تأتي الجملة إسمية بل أتت فعلية
كاملة متعدية لتكون كلمة الشيطان هي الأكثر بروزاً وجذباً ، ولربما هذا ما تحتاجه عناوين النصوص والقصة القصيرة
بشكل خاص ، بأن يكون مميزاً يستقطب القارئ ويكون بسيطاً في الوقت نفسه ،
أما بالبنسة إلى الخلفية الثقافية ،
نجد أن الكاتب يتمتع بخلفية ثقافية كثيفة ومعلومات تاريخية لا يتمتع بها أي قارىء عادي ، ولهـﺫا كان
استهلاله بها ، ولربما قصصه عموماً نابعة من هـﺫه الخلفية المعلوماتية فهي تمثل القائد الأول لفكرته ،
والحبل الـﺫي يربط أطراف السرد .
الأجمل من ﺫلك هو طريقة توصيلها إلى القارىء على طبق تاريخي جميل بدون تصنع أو تكلف يشعر به القارىء،
فالقصة القصيرة لدى الكاتب ليست عرض فكره وسردها وتسلسل أحداثها فحسب ، بل يقدم مادة ثقافية ثمينة تُشبع
روح القارىء قبل إحساسه وعواطفه .
،
/
.
اممم ، عن ماذا يمكن أن نتحدث أيضا !