وهكذا قررت خضراء الالتحاق بالتعليم النظامي كانت في الخامسة عشرة من عمرها ، امرأة ناضجة ، يجب أن تكون أولى اهتماماتها مرآة وعطر ولكن لمن العطر ياخضراء ؟
ضغطت بقوة على أسنانها ، زفرت بعدهابسرعة ومضت نحو هدفها ، التعليم , كي تكون امرأة انيقة كتلك الفتاة التي تعلق قلب عليُ بها ؟ وفتّحت الأبواب
خاصة وأنها تجيد قراءة القرآن ، وعلوم الدين ، كانت خضراء الأولى دائما حتى أتمت المرحلة المتوسطة الثانوية وكانت الفتاة الوحيدة بين فتيات القرية التي حصلت على مكافأة امتياز وهكذا أصبحت أم خضراء تتباهى بها وتدعو النساء لزيارتها --
كانت النساء تسارعن لخطب ود خضراء ، وخضراء آنفة عنهن لافرق بينهن وبين الحرباء ، يتلونّ بكل لون ، لكن صوت الضميركان أسرع لدي خضراء
قبحا -! أهذا ماحصدتيه ياخضراء من تعليمك ؟ تذكرت مقاطعتهن لها ولأمهاوعزوفهن عن زيارتهاعندما تلقت تعليمها على يد الخالة زهرة ، وهاهن اليوم بوجه آخر ،ومذاق حلو ، كانت أمها تتأملها وقد أدركت مايدور في ذهنا قائلة لها أما أنا فسعيدة بك وبهن ---
يالأمي التي لايهمها سوى إرضاء نساء القرية !
غدا السبت ستنتظر خضراء خبرا سعيدا --- تعيينها كأول فتاة من القرية --ترى أين سيكون تعيينها ؟
كان السبت يحمل شعاعا مختلفا وقشعريرة ---
قدماها تصطكان لهفة وقلقا --
وكان الخبر افتتاح مدرسة جديدة بالقرية تكون خضراء مديرتها --
يا آلله -- لم يدر ببال خضراء هذا أما ولم تضق السماء بأحلامها فهاهو يوم سعيد
سأمسكه بكلتا يدي وأحلق ---وحلقت خضراء